آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 12:41 ص

تحقيقات وحوارات

الشاعر الحضرمي المقدي المشارك في مسابقة أمير الشعراء في أبوظبي:
الشيخ زايد باسمه هو نص شعري لما قدمه لهذه البلاد والدول العربية وللعالم أجمع

الثلاثاء - 24 يناير 2023 - 09:23 ص بتوقيت عدن

الشيخ زايد باسمه هو نص شعري لما قدمه لهذه البلاد والدول العربية وللعالم أجمع

حاوره/ وليد التميمي

يراهن على تصويت الجمهور حتى الأربعاء


فلسفة الشعر تبعده عن الحقيقة ثم تعيده إلى نقطة الالتقاء مع الحقيقة

أنا أنا ابن الماء وبيئتي المحلية أثرت كثيرا على مسيرتي ولم أحقق بعد ما أصبوا إليه


حاوره/ وليد التميمي

يبرمج الشعر ذائقة الإنسان القائل والمتلقي، يهندس أحاسيسه بالرقي والنبل، يقلم اظافر الوحشة والاغتراب في داخله، يزيح عنه الهموم ويضبط بوصلة نفسيته ومزاجه، لكن الشعر ليس مجرد كلام مرسل فحسب فقيمته المعنوية تتعزز بعمق فلسفته، بثقافة الشاعر ونبوغه الفطري، بابداعه الذاتي وموهبته الربانية وكلها صفات وسجايا شكلت شخصية الشاعر الحضرمي عمر حسين المقدي أول يمني يشارك منذ قرابة 4 سنوات في التصفيات النهائية في مسابقة أمير الشعراء العرب، والذي يراهن اليوم على تصويت الجمهور حتى بعد غدا الأربعاء للانتقال إلى المرحلة التالية في المسابقة.
وعلى الرغم من انغماسه في المسابقة، وانشغال حواسه في تحقيق إنجاز جديد في مسيرته الإبداعية بعد إصدار ديوانه الشعري الأول دون أن يجرح الصدى، أفرد الشاعر عمر حسين المقدي، جزء من وقته لحوار، استهله بالبوح عن ارهاصات مشاركته في مسابقة أمير الشعراء واختباراتها التي كان من بينها الارتجال..

ثقة وليست غرور

بالنسبة لمسابقة أمير الشعراء هي المسابقة الأشهر والأكبر في الشعر الفصيح على مستوى الوطن العربي للأمانة المتقدمون كانوا كثر وانا من ضمنهم وتجاوزوا 1300 مشترك والحمدلله تم اختيار 150 من المشتركين وكنت من ضمنهم، وانتقلنا إلى مرحلة الأربعين، وتم إجراء اختبارات أخرى والحمدلله تجاوزناها كان من شروطها الارتجال، ثم تم اختيار قائمة العشرين وكنت الممثل اليمني الوحيد في هذه المسابقة، وربما أنه في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية لم يكن في القائمة أحد من اليمن، وقد أبلغت باجتيازي مراحل المسابقة في اتصال هاتفي عندما كنت في السيارة، أنا كنت أعتقد أنني سأكون ضمن المتأهلين مسبقا، ليس غرور أبدا وإنما ثقة أنك عندما تكتب شيء من الداخل الانطباعات التي تصلك من الداخل تجعلك تشعر بأنك في مأمن والحمدلله لجنة التحكيم كانت منصفة أثنت على النص ما ظهر في التصوير ومالم يظهر أيضا، كان هناك كلام جدا أثلج صدري، وسعدت جدا بهذه الإجازة.

الإلهام الشعري

حين كنت في المملكة العربية السعودية، لتأدية مناسك العمرة، هبط علي الهام كتابة القصيدة التي اهلتني للأدوار النهائية في مسابقة أمير الشعراء لهذا كنت أكثر اطمئنانا للنص، الشيخ زايد فقط باسمه هو نص شعري لما قدمه لهذه البلاد والدول العربية وللعالم أجمع، وحقيقة كتب القصيدة قبل أيام معدودة من المسابقة.
نعم أنا حاليا مستقر في دولة الإمارات العربية التي تقدم الكثير للموهوبين والمبدعين ومجالها الثقافي يستطيع الإنسان أن يتحرك بداخله بطريقة انسيابية، يستطيع الاحتكاك بالكثير من المبدعين من أقطار العالم وليس الإمارات فحسب، لأن هذه البلد قبلة للمبدعين، فيما يخص ديواني الأول أنت كنت من أوائل الأشخاص الذين كانوا إلى جانبي في القاهرة مع إصدار الديوان، الذي كتبته في 40 يوما، بعد إصرار والحاح الكثير من الأساتذة من قبل ثلاث سنوات في مقدمتهم د. سعيد الجريري والاستاذ أنور الحوثري ولذلك كتبت الديوان لأني شعرت بتأنيب التأخير في إصدار ديوان مطبوع تم الاحتفاء به في القاهرة مع دار روائع للنشر وقدموا الديوان بما يليق.

علاقة الشعر بالفلسفة

ولخص الشاعر المقدي قيمة تضمين قصائده الشعرية بالبعد الفلسفي، وبكل تواضع يعتبر نفسه مهتم بالفلسفة نوعا ما وليس متفلسف، ويقول: أحب هذا العلم لأنه يوسع الآفاق في مخيلة الشاعر على الأقل والإنسان بشكل عام والمتلقي ربما عندما نمزج الخيال بالفلسفة يتقبل فكرة الفلسفة، الفلسفة علم جامد لا يستطيع أو لا يستسيغ أي كان أن يقرأ في الفلسفة، لكن عندما يسمعه شعرا ربما يستيسغه ويحلق معه في فضاءاته، لذلك نحاول نوعا ما أن نمزج بين الشعر والفلسفة التى ليست غريبة عن الشعر فمن المعروف أن أبا العلاء يكتب الشعر المفلسف لذلك سمي فيلسوف الشعراء، من هذا الباب أحببت فلسفة الشعر ووجدت أن توظيفه في الكتابة الشعرية يضيف عمقا جماليا ساحرا جدا في النص، ويأخذ المتلقي إلى عوالم أخرى وتبعده جدا عن الحقيقة وتعيده في ذات الوقت إلى نقطة الالتقاء مع الحقيقة، لذلك أنا أحب هذا النوع من الشعر.
للأمانة أنا لا أعتقد أنني حققت إنجازا يوصف أنه مميز لكنني أسعى جاهدا إلى الوقوف أمام نفسي أو أمام المرآة وأتوج مشاركاتي الخارجية في دولة الإمارات والأردن، تعتمد على الإمكانيات ليس غرورا، ولكن ظروف معينة تهيئ لي كشاعر أن أكون في هذه المنصات، بشكل سلس يجعلني أن أكون حاضر في هذه الأماكن.
مأمن شك أن كل شخص يطمح أن يكون لديه الكثير من الإنجازات الأدبية والثقافية وأنا منهم بلا شك لكن ما أصبوا إليه لم يتحقق بعد وارجو أن يتحقق قريباً.

الانسياب في كتابة الشعر

بيئتي المحلية أثرت كثيرا على مسيرتي أنا ابن الماء، ابن مدينة الديس الشرقية، منطقة المشقاص تاريخيا، التي تتميز بكثرة الماء هذا الماء يجعلك تناسب معه حيثما سرت وحيثما درت، البحر في مدينتي يستقبلها في المدخل الغربي ويودعها في مدخلها الشرقي والمياه العذبة تحيط بالبلد بشكل جميل جدا أينما يممت وجهك تجد ماء، لذلك أنا أحب أن انساب في كتابة الشعر تماما كما ينساب الماء، وأيضا الناس في الديس الشرقية وحضرموت وجنوب الجزيرة العربية هم أناس يتنفسون ابداعا، يحبون المبدع، ويقدرونه، أنا للأمانة في الإمارات أشعر بالحفاوة والتقدير والتبجيل نوعا ما من كثير من الأشخاص سوى كانوا من المهتمين بالمجال الثقافي أو من غيرهم، حتى من الناس البسطاء الذين يعتبرون ما تكتبه يعبر عنهم وانك تمثلهم وتحبهم ويحبونك، هذا الشيء دائما متوقد، لاقتناص العبارة المناسبة واكتبها واصوغ شعري عن هؤلاء ومن هؤلاء وفي هؤلاء.

نصيحة إلى كل شاعر

أمي وأبي وجدي هؤلاء هم الذين ربما فتحوا الطريق كي أعبر منه الشعر، وهم يحبون الشعر، وانا أحببته منهم، الشعر ربما يكون قدرا أكثر من أن يكون اختيار، وأنا لست أدري هل أنا مخيرا أو مسيرا في أن أكون شاعر، لكني أثق أن لأبي وأمي دورا بارزا جدا في أن أكون شاعرا الآن.
لابد أن تتمظهر الثقافة في سلوك الإنسان، من تلقاء نفسها وتجبرك أن تنحني للناس لا تتعالى عليهم، وهي تفرض نفسها على سلوكك وحديثك وهندامك. لأن الإنسان مرآه إذا اختلط بأي شيء ظهر عليه، لذلك أنصح الشعراء بالقراءة ثم القراءة لأنها الأساس الذي سيجعلك تقف أمام الناس.

مشروع مستقبلي

في سنوات سابقة شعرت بالفراغ فأنتجت برامج في السوشل ميديا عن الشعر الفصيح وصورت بعض الحلقات عن الشاعر حسين أبوبكر المحضار، وأريد العودة إلى هذا المجال لكن الوقت ضيق ولا أريد أن اشتت نفسي أكثر، ويوجد مستقبلا مشروع برنامج على قناة تلفزيونية أو في اليوتيوب، وأقدم ما يليق بالناس.