آخر تحديث :الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - 08:28 ص

منوعات


الحقن والهرمونات.. اللعبة القاتلة

السبت - 18 فبراير 2023 - 02:58 م بتوقيت عدن

الحقن والهرمونات.. اللعبة القاتلة

عدن تايم/متابعات

في الثاني من كانون الثاني (يناير) 2022، نشر موقع fitnessvolt.com المتخصص في اللياقة البدنية تقريراً يقول إن 21 من لاعبي كمال الأجسام المحترفين لقوا حتفهم بـ"نوبات قلبية"، لتستحق معها وصف "اللعبة القاتلة".

التقرير أشار إلى أن لعبة كمال الأجسام تعرضت مؤخراً لانتقادات شديدة بسبب تزايد معدلات الوفيات بين لاعبيها، ما طرح معها تساؤلاً حول مدى أمان هذه اللعبة.

وهنا قال الموقع إن الأشخاص الذين يعتقدون أن لاعبي كمال الأجسام الذين يعانون من الجفاف مع الوصول لنسبة 4 في المئة من الدهون في الجسم خلال التحضير لمنافسات "مستر أوليمبيا"، يتمتعون بصحة جيدة، ربما لا يفهمون معنى هذه الجملة.

ولعل الدراسة الأشهر التي تستند إليها معظم التقارير حول خطورة لعبة كمال الأجسام، ونشرها موقع renalandurologynews.com في عام 2016، تؤكد ما سبق.

إذ أكدت أن ارتفاع معدلات الوفيات بين لاعبي كمال الأجسام بنسبة 34 في المئة، وهي نسبة أعلى من الطبيعي بين الذكور في الولايات المتحدة.

وجاءت هذه النتيجة، في دراسة قدمت بالاجتماع السنوي لجمعية المسالك البولية الأميركية لعام 2016، تمت في كلية بايلور للطب بهيوستن على 1578 من لاعبي كمال الأجسام الذكور المحترفين الذين تنافسوا في الفترة من 1948 إلى 2014.

القائمون على الدراسة، بحسب الموقع، تمكنوا من الحصول على بيانات وفيات كاملة لـ597 لاعباً، واكتشفوا أن متوسط أعمارهم وقت الوفاة كان 47.7 سنة.

وفي عام 2018، نشر موقع physicalculturestudy.com، تقريراً بعنوان: "لاعبو كمال الأجسام الذين ماتوا في سن صغيرة جداً" ، تضمن أبرز 7 لاعبين محترفين توفوا بسبب المنشطات.

التقرير وجه أصابع الاتهام إلى "المنشطات" التي يتناولها لاعبو كمال الأجسام المحترفون، إلى جانب بعض الأدوية الأخرى مثل الأنسولين وهرمون النمو البشري ومدرات البول، والتي تسبب مشاكل أكثر خطورة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت للاعبي كمال الأجسام.

وأوضح التقرير أيضاً أن استخدام الـ"ستيرويدات البنائية أو الابتنائية" anabolic steroids، أصبح أكثر شيوعاً في أوائل الستينيات عندما اكتشف لاعبو كمال الأجسام أنه يساعد في بناء عضلاتهم بشكل أسرع وأضخم.
ولفت إلى أن غالبية الدراسات ربطت بين استهلاك الـ"ستيرويد" على المدى الطويل وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وعدم انتظام وظائف القلب.

وهنا أشارت دراسة نشرت على موقع المكتبة الوطنية للدواء ncbi.nlm.nih.gov في عام 2010 ، إلى أن البيانات العلمية حول المضاعفات القلبية والتمثيل الغذائي لتعاطي منشطات الـ"استرويد الابتنائية الإيدروجينية" Anabolic-androgenic steroids المعروفة اختصاراً بـ AAS، ربطت بينه وبين ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي وتضخم البطين الأيسر.

الدراسة أوضحت أن الستيرويدات الابتنائية الأندروجينية (AAS)، هي مشتقات اصطناعية من هرمون التستوستيرون (الذكورة) وتم تطويرها في الأصل في أواخر الثلاثينات.

ولفت التقرير إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على مجموعة متنوعة من AAS لعلاج متلازمة الهزال في عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وقصور الغدد التناسلية، وفقر الدم المصاحب للفشل الكلوي ونخاع العظام والسرطان، وبالتالي فإن استخدامها في غير موضعها يؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة قد تفضي إلى الموت.

معاً ضد الهرمون

من هنا؛ يمكن تفهم الحملة الإلكترونية التي أطلقها أحد المدربين في مصر ، ليحذر من مخاطر استخدام الشباب من تعاطي المنشطات والهرمونات، نتيجة إعجابه ببنية لاعبي كمال الأجسام، وهو ما يستغله العديد من المدربين وأصحاب صالات الألعاب الرياضية لتحقيق الربح السريع.

الحملة التي دشنها كابتن مصطفى جمال الشهير بـ"مصطفى روك"، في عام 2017، وأعاد تنشيطها وأدخلته في الأيام الماضية في مشاكل مع اسماهم "بلاطجة المتاجرة بالبشر"، هدفت إلى توعية "الشباب العربي"، بمخاطر الهرمون.
مصطفى كتب منشوراً على صفحته قال فيه: "الشباب العربي كله بقى مفهومه عن الرياضة الحقن والهرمونات .. لو مش مصدقني ادخل كل جيم شوف السرنغات المرمية".

وتابع: "الأمراض والضعف الجنسي بقى خلاص في شبابنا ومحدش بيقول، ولا يجيب سيرة بعد ما يخلص كورس الهرمون عشان محدش بيعيب في نفسه".

وقال إن الحملة تهدف إلى تجريم استخدام الهرمون للشباب، وسن تشريع يقضي بعقاب من يتاجر بأحلام الشباب مقابل صحتهم بـ5 سنوات، كما يطبق في أوروبا.

وحول أسباب إطلاق حملته، أوضح مصطفى أنه كان يمارس لعبة المصارعة ويرغب في بناء جسده وتقوية عضلاته للوصول إلى تناسق عضلي.

وتابع: "بدأت مثل الشباب العادي وخضت العديد من التجارب والمحاولات من دون علم أو دراسة عبر النصائح والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولكن لم يحقق أي نتائج".

في الوقت نفسه، بدأ يقارن بين الرياضيين في الصالات الرياضية من أصحاب البنية القوية، بأجسام لاعبي المصارعة، وقرر الوصول إلى "الفورمة" التي يحلم بها منذ سنوات من دون جدوى.

ويستطرد مصطفى قائلاً: "تواصلت مع أصحاب الصالات الرياضية من أجل معرفة الطريق إلى (الفورمة) التي أحلم بها، وفوجئت بهم يتحدثون عن "كورس هرمونات"، مشيراً إلى أنه قبل أن يتخذ هذه الخطوة فكر في أسباب قوة وتناسق أجسام المصريين القدماء وغيرهم من الشعوب القديمة في ظل عدم وجود هذه الهرمونات، وهو ما جعله يتراجع عن هذه الفكرة بالبحث عن سر هذه القوة.

من هنا، جاء تركيزه على دراسة علم التدريب والأحمال والتغذية الرياضية وهو ما ساعده في اكتشاف سر هذه القوة، وما هي المواد التي يتعاطاها الشباب في الصالات الرياضية من أجل الوصول إلى حلمهم بجسد ضخم متناسق عضلياً.

وأكد أن دراسته ساعدته في اكتشاف أن هذه الهرمونات والمنشطات تؤثر بشكل كبير على القلب والذكورة، وهي مخاطر يتجاهلها أصحاب الصالات الرياضية أو بعض المدربين عن عمد، لدفع الشباب لتناولها، وذلك من أجل تحقيق الكسب المادي السريع.


وأوضح أن العديد من حالات الوفيات المفاجئة بين الشباب الذي يمارس رياضة كمال الأجسام، تتم بسبب هذه الهرمونات والمنشطات، ولا يتم الكشف عنها، إذ غالباً ما يتم ربطها بأمراض مناعية فيروسية مثل نزلات البرد، فضلاً عن انتشار حالات العجز الجنسي بين الشباب المتعاطي لهذه المواد.

وبالنسبة للمرض الأخير، أشار إلى أن هناك فرقاً بين العقم والعجز الجنسي، وهو ما يحاول المدربون استخدام هذا التشابه غير الصحيح للتأكيد على أن المنشطات آمنة تماماً في هذا الصدد، فكلا الحالتين مختلفتان تماماً.
فمن الممكن تنجبها وأن لديك مشاكل جنسية (عجز جنسي)، وهو ما تثبته العديد من التحاليل الطبية منها تحليل اسمه SHBG، بحسب مصطفى.

الخطر الأكبر، بحسب مصطفى، أن مروجي الهرمونات والمنشطات، يزعمون بأن الوفيات بسببها هي بمثابة "تضحية من أجل رياضة كمال الأجسام"، وليس نتيجة ما يتم استخدامه، مما يزيد من نطاق استخدامها وبالتالي تدمير صحة الشباب.

خطر الوفاة

يتفق مع الرأي السابق، الدكتور هشام عبد الرحمن استشاري الأمراض الباطنية والتغذية العلاجية، إذ حذر في حديثه لـ"النهار العربي" من تناول الشباب في المراكز الرياضية "الجيم" للهرمومات، لما لها من تأثيرات ضارة جداً على الصحة.

وأوضح أن من هذه الأثار الضارة، الإصابة بالفشل الكبدي أو جلطات القلب كما ترفع نسب الكوليسترول بشكل كبير جداً، وأيضا الإصابة بالعقم والعجز الجنسي وضمور بالخصيتين، كما تعطل عمل الهرمونات الطبيعية بالجسم.

وتابع عبد الرحمن، أن تناول الهرمونات يؤدي إلى حدوث مشاكل في البيئة الهرمونية بالجسم، لافتاً إلى أنها تسببت في وفاة عدد كبير من مستخدميها.

ويرى طبيب التغذية العلاجية، أن تناول الهرمونات في الصالات الرياضية هدفه تحقق ربح تجاري، ونجد الترويج لها من خلال شباب تم إعطاؤهم حقن لبناء كتلة عضلية ضخمة، في محاولة لتشجيع الشباب على تقليدهم وتناولها، مشيراً إلى أن بعضهم نجا من تلك المخاطر، لكن الكثير منهم تم تدمير صحته بسببها.