آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:28 م

ثقافة وأدب

صباح منصر
صباح منصر تكابد مرضها بصمت وتعفف وزهد وصبر.. هل سمعتم !

الجمعة - 26 مايو 2023 - 02:48 م بتوقيت عدن

صباح منصر تكابد مرضها بصمت وتعفف وزهد وصبر.. هل سمعتم !

كتب الفنان/ #عصام_خليدي

تعاني الفنانة الكبيرة / صباح منصر الصوت المخملي الندي الرقيق
العذب الذي عطر صباحاتنا وأسعد أمسياتنا بشدوه الراقي الدافئ والحنون وملاء حياتنا بالبهجة والفرح والأمل والغبطة والسعادة ..

تمر فنانتنا المبدعة والمتألقة هذه الفترة بظروف صحية صعبة وحرجة علمت بتفاصيلها عندما وصلني الخبر الصادم الذي أحزنني كثيراً من خلال التواصل اليومي مع صديقي الشاعر الغنائي الجميل علي حيمد الذي حدثني عن زيارة (الفنان والأب الروحي العملاق محمد محسن عطروش) (والفنانة الرائعة صاحبة المواقف الإنسانية أمل كعدل) عصر يوم الخميس الموافق 25/ مايو/2023م جزاهم الله خير الجزاء ، واصفاً حالتها الصحية التي عبر عنها كما حدثه أستاذنا (الفنان الثائر العطروش) بالصعبة القاسية وشدة مرارة المعاناة التي (تتجرعها وتكابدها) منذ فترة بصمت وتعفف وزهد وصبر وإيمان يترجم ويتؤام وينسجم مع طبيعة وخصوصية تاريخها الفني الإبداعي المتوهج والزاخر بالفرادة والعطاء الغنائي النوعي عالي المقام ..

الفنانة القديرة صباح منصر (أسماً ومعنى وتاريخ) بل نموذج لسمو ورفعة وشموخ مكونات الفنانة الملتزمة التي تعلو وتزهو بعطائها وإبداعها وأخلاقها المشهودة التي عرفت بها على إمتداد تاريخها الغنائي الذي وشمت به على جدار الزمان والمكان ولم تتخلى عن مبادئها الفنية والإنسانية ولم تبرح من التشبث بهذا السلوك الإخلاقي والجمالي في أرفع وانصع تجلياته فهل تعلمون أيها السادة ماهو عنوان هذه السيدة المبدعة الفاضلة ( أنه الصمت والثبات في أحلك الظروف والمحن وعدم الإستجداء لاحد غير الله ) ..

الواقع أن تجربة الفنانة الكبيرة والمبدعة صباح منصر إتسمت بالوهج والإشعاع الذي شهدته مدينة عدن (مسقط الرأس) في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الفارط ، ويمكنني القول أن (تجربتها الفنية الإستثنائية) واكبت النهضة الإبداعية في مدينة عدن إذ إنهما من وجهة نظري (وجهان لعمله واحدة لاينفصلان) فهي من صناع زمن الغناء الذهبي وأساطينه فمن منا لايتذكر أغانيها الخالدة :
ياحبيبي يسعد صباحك / ضحكتك حلوة / قولي أحبك/ ألأ ياحلال الشجر الشجر جنب المحلة / أحبك .. أحبك / أعرف بلدك / أشتي أنام / زعلان مني / قال إبن الأشراف/ حبيبي أرجع لي/ دويتو (الراعي والراعية) مع الفنان الكبير محمد صالح عزاني .. إضافة لذلك مشاركتها ضمن كوكبة الثلاثي اللطيف مع رجاء باسودان وأم الخير عجمي بجانب مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة التي شكلت من خلالها باقة غنائية وردية من روائع الغناء العدني الحديث ..

ولاننسى الأثر الفني الكبير الذي تركه في مشوارها الفني خالها الموسيقار الكبير أحمد قاسم وماقدمه اليها من الحان في منتهى السحر والجمال والرشاقة ، أضف لذلك كونها شقيقة الفنان والإعلامي المخضرم الذي رحل عن دنيانا مؤخراً الفقيد محمد سعيد منصر رحمه الله وأعني بذلك أن الفن يجري في خلاياها الدموية وذلك لأنها من أسرة فنية منذ الطفولة راسخة المداميك والبنيان والإنتماء والهوية والمزاج الإبداعي ..

مشوار فني حافل بالإنجازات الإبداعية والمشاركات الفنية في داخل الوطن وخارجه وعرف عنها أنها ( خجولة متزنة وهادئة) وساهمت في بلورة وتطوير وريادة الغناء اليمني والعدني في كل أرجاء الوطن وفي الجزيرة العربية والخليج ..

أنني وبالنيابة عن كل المبدعين داخل الوطن أتوجه بمناشدت (المجلس الرئاسي) ومن يقف في أعلى سلطاته الدكتور رشاد العليمي من ضرورة البت وعلى وجه السرعة بإتخاذ (قرار رئاسي) بتحمل نفقات علاجها نظراً لأهمية ماتستدعيه حالتها الصحية الحرجة من السفر الى الخارج والقيام بالواجب الإخلاقي والمهني والإنساني لرمز باسق وطود شاهق خدم الوطن الفنانة الكبيرة الزاهدة صباح منصر ..

وكذلك أناشد قيادة المجلس الإنتقالي من تحمل مسؤولياتها صوب علم بارز من (أعلام الجنوب ومدينة عدن) على وجه التحديد ..؟!

وليعلم الجميع أننا لن نصمت من حث كل جهات الإختصاص وفي المقدمة رئيس وزراء حكومة الشرعية الدكتور معين عبد الملك وكذلك وزارة الثقافة والأستاذ محافظ محافظة عدن حامد الملس من القيام بأدوارهم المهنية والإنسانية ..؟!

ونؤكد من خلال هذا المقال لكل جهات الإختصاص أننا لن نتركها وحيدة في محنتها المرضية الصعبة تواجه صروف المعاناة وويلات التعب واوجاعه بمفردها ولطالما غمرتنا بفيض عطائها الإبداعي (ردحاً من سنوات البذل والعطاء) ، لن نصمت على التجاهل والتسويف والمماطلة لان حالتها الصحية لاتحتمل الإهمال والروتين الإداري القاتل والمميت ..؟!

نتضرع الى الله أن يشفيها من كل داء وسقم ..

آملين الإسراع في أتخاد القرار في الوقت المناسب حالياً والتفاعل بجدية وحزم (بقضية يتابعها الرائي العام بإهتمام وشغف) بل قضية إنسانية تخصنا وتعنينا جميعاً كمثقفين ومبدعين وفنانين وإعلاميين ومفكرين ..

الطامة الكبرى لدينا (حكام لايجيدون قراءة صناع ونهضة أمجاد الوطن الإبداعية ورموزه ) .

وكما قال الشاعر صالح اللبن من لحج الخضيرة رحمه الله في هذا البيت الشعري :

منين العافية قادم ومادام الوجع بالرأس ..