آخر تحديث :الخميس - 03 أكتوبر 2024 - 12:07 م

اخبار محافظات اليمن


حضرموت إلى أين؟ صراع محافظ حضرموت بن مبخوت ووكيل أول المحافظة عمرو بن حبريش

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - 01:47 م بتوقيت عدن

حضرموت إلى أين؟ صراع محافظ حضرموت بن مبخوت ووكيل أول المحافظة عمرو بن حبريش

عدن تايم / حضرموت


تتجلى أمامنا صورة معقدة ومؤلمة للأحداث الجارية في حضرموت، حيث لا يزال الصراع بين القطبين الرئيسيين، مبخوت ووكيل أول المحافظة عمرو بن حبريش، يلقي بظلاله الثقيلة على محافظة عانت بما يكفي من الأزمات والمآسي. هذه النزاعات السياسية والجهوية، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، جعلت سؤال "حضرموت إلى أين؟" يطرح نفسه بإلحاح.

تطول المعاناة وتدوم الانتظارات بلا أفق واضح، ويشعر المواطن بأنه عالق في دوامة من الوعود الفارغة والأغاني التي تروج للأمجاد الوطنية. الجميع يتطلع إلى العودة للزمان الجميل، بينما يعيش الواقع المرير الذي لا يزيده إلا تعقيداً.

لقد لاحظنا أن المواطن المعتاد أصبح في حالة حيرة من أمره وسط هذا الصراع؛ فهو ليس مع زيد ولا مع عبيد، وليس لديه أي ناقة ولا جمل في هذه المعمعة. حيث تم استنزاف قوى الشعب وثوراته، وفقد الكثير من روح النضال، ليصبح الغالب عليه الفقر والجوع وارتفاع الأسعار، وكلما دخلت مجموعة جديدة لنصرة قضية ما، لعنت من سبقها.

وفي خضم هذا الصراع، ظهر تجار الحروب الذين يستفيدون من معاناة المواطنين، حيث ينهمكون في تحقيق مكاسب شخصية على حساب الدماء والأرواح. هؤلاء هم الذين يجلسون على الهامش، يوقدون النيران ويتنعمون بثمار الأزمة، بينما المواطن المسكين يدفع الثمن الغالي.

إن الوضع الحالي لم يعد يحتمل المزيد من التحمل، فحضرموت تحت صفيح ملتهب والنار مدفوع بمعاناة الشعب والبلاد.. على الجميع أن يضع الأنانية تحت أقدامه وأن يقدم مصلحة حضرموت فوق كل اعتبار.

وفي الحقيقة، مع كل خلاف بين الكبار، قد يخرج المنتصر مهزوماً إذا لم يكن هناك حسابات عادلة للمواطن. لا يجب أن يكون للصراع بين القطبين أي تأثير سلبي على شعب حضرموت، الذي يعاني من الفقر والحرمان.

أصبح الوقت مناسباً لتقديم راية السلام والتفاهم، حتى يمكن لحياتنا أن تسير بسلام. يجب أن نفهم أن "الدمى المتحركة" لا تعني شيئاً أمام الواقع المرير؛ فهناك فعل حقيقي يتطلبه الوضع، وإذا استمر الجلوس في حالة من اللامبالاة فان نيط البقاء سيكون صعباً.

إن الأحداث تجري كقطعة الليل المظلم، لكن الأمل يبقى في رحمة الله ولطفه، وندعو جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بالحكمة والتواضع من أجل حضرموت. فدعونا نؤمن بأن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين، ونضع الأمل الصادق في صفوفنا مجددًا.