آخر تحديث :الجمعة - 18 يوليو 2025 - 11:58 م

كتابات


عندما تغلق الأبواب في وجه الأحلام دموع فتاة أرهقها الغلاء وحرمتها الظروف من التعليم

الثلاثاء - 20 مايو 2025 - 05:09 م بتوقيت عدن

عندما تغلق الأبواب في وجه الأحلام دموع فتاة أرهقها الغلاء وحرمتها الظروف من التعليم

كتب / عارف عادل ابو الخضر

الدموع تنهمر على وجنتي فتاة ، وهي تروي مأساتها بصوت مرتجف. لم تبك لضعف، بل لأن الحلم الذي كانت تحمله منذ الطفولة انكسر أمامها بصمت موجع.


تقول كان حلمي أن اكمل التعليم لكن الظروف أقعدتني في المنزل، والظروف الاقتصادية كانت أقوى من كل عزيمتي، هكذا لخصت الفتاة حالها. لم يكن قرارها بترك التعليم نابعاً من كسل أو يأس، بل من واقع قاس أجبرها على التخلي عن أبسط حقوقها حقها في التعليم.


كل صباح، تنظر من نافذة منزلها إلى بقية الفتيات وهن يتوجهن إلى مدارسهن، تغمرها غصة لا توصف ولسان حالها يقول رؤيتي لهن يذهبن إلى التعليم تقطع قلبي كمداً، فأنا لا أملك سوى أن أنظر، وأتمنى، قالتها وهي تجهش بالبكاء، وكأن قلبها يصرخ بما عجز اللسان عن قوله.


الوضع المعيشي في المناطق المحررة بات يدمع الصخر، لا شيء هنا يشبه الحياة الطبيعية. لا موارد كافية، لا دعم مستمر، ولا يد تمتد لتنتشل قادة الغد من بحر الحرمان


إنها ليست مجرد حالة فردية، بل صورة مصغرة لمعاناة مئات الفتيات والفتيان، الذين ولدوا في بيئة تحرمهم من أبسط حقوقهم، فقط لأنهم وجدوا في المكان الخطأ من هذا العالم.


نداء نرفعه لكل مسؤول، لكل من يمتلك القرار أطلقوا العنان للعلم، لا تتركوا الأجيال سجينة لأحلام مؤجلة . تحلوا بالشجاعة، وانظروا بعين المسؤولية إلى واقع هؤلاء الاجيال، وفروا لهم بيئة تعليمية تحفظ كرامتهم وتمنحهم فرصة لحياة أفضل.


التعليم حق للجميع والكرامة لا تُجزأ، والطفولة لا تعاش مرتين فهل من مستجيب؟