في كل موسم خريف، يتساؤل الكثير من أبناء الساحل والحضرموت بشكل خاص عن سبب ابتعاد الصيادين عن السباحة في البحر خلال هذه الفترة، رغم أن الكثير منهم يمتلكون خبرة واسعة ومهارات عالية في السباحة والبحر. الحقيقة أن الأمر يتجاوز مجرد مهارة، فهو مرتبط بالمخاطر التي يفرضها فصل الخريف وتحفظات السلامة والأمان، خاصة مع تزايد حالات الغرق التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية.
ما هو سر عدم سباحة الصيادين في الخريف؟
الخريف هو موسم تقلبات جوية وهبوب رياح قوية، وأمواج عالية، في بعض الأحيان تصل إلى مستويات خطرة جدًا، مما يجعل السباحة خطرًا داهمًا على حياة الجميع. نحن الصيادون نعرف البحر جيدًا ونعمل فيه طوال العام، ونحذر من السباحة في هذه الفترة لأنها تهدد حياتنا وحياة غيرنا.
ورغم أن بعض وسائل الإعلام قد تروج لموسم البلدة السياحي وفتح الشواطئ للجمهور، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، فالمخاطر تفوق بكثير تلك الصورة المضيئة التي تروج لها بعض الجهات، خاصة مع وجود مجاري ملوثة تصب في البحر، وارتفاع الأمواج، وزيادة التيارات المفاجئة التي قد تبتلع أي شخص مبتدئ أو غير محترف.
حقيقة حدثت قبل بداية موسم البلدة السياحي
قبل أن يهل موسم السياحة في حضرموت، وفي واقعة مؤلمة، فقد شاب ثلاثيني حياته غرقًا في كورنيش الستين بالمكلا، وهو حادث مأساوي يوضح مدى خطورة البحر خلال فصل الخريف، خاصة أن الظروف غير مؤاتية للسباحة أو حتى للوجود بالقرب من السواحل. ولا تزال هذه الحوادث تذكرنا بأن البحر لا يرحم، وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع للحفاظ على الأرواح.
نصائح مهمة للحفاظ على سلامة الجميع في موسم الخريف:
1. عدم السباحة في البحر خلال فصل الخريف، فالأمواج العالية والرياح العاتية تشكل خطراً كبيراً على حياة الأفراد.
2. الانتباه للمجاري الملوثة والمتجهة نحو الساحل، لأنها تمثل خطراً صحياً وحيوياً، خاصة مع انتشار التلوث خلال مواسم.
3. الاعتماد على المصادر الموثوقة والنصائح من الصيادين والمهنيين المختصين، فهم الأدرى بمخاطر البحر خلال هذا الفصل.
4. الابتعاد عن الشواطئ والأماكن غير المؤهلة، حرصاً على حياتكم وسلامة عائلاتكم وأحبائكم.
5. متى ما بدأ موسم البلدة السياحي، استمتع بزيارة الشواطئ بأمان وبمزيد من الحذر، وتجنب المخاطر.
وفي النهاية، نود أن نعبر عن مدى مسؤولية الجميع في الحفاظ على الأرواح، وأهمية الالتزام بالتوجيهات والنصائح لتفادي الحوادث المفجعة.
فكروا جيدًا قبل اتخاذ قرار السباحة، وكونوا على يقين أن حياة الإنسان أمانة عند الله، وكل غريق هو خسارة لا تعوض.
نسأل الله السلامة للجميع، ونسأل أن ينعم علينا بالسلامة والأمان في حضرموت وكل أرضنا الحبيبة.
وفي الختام، نرفع أيدينا بالدعاء:
اللهم اجعل بلادنا أمنًا وأمانًا، وحرّم علينا وعلى الجميع المخاطر، واحفظ أرواحنا من كل سوء، واغفر لنا ذنوبنا وظنوب أمواتنا، يا أرحم الراحمين. آمين.