آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:59 ص

عرب وعالم


قبل 23 عاما وزارة الداخلية بمصر توقف مناقصة رقمنة السجل المدني..لماذا؟

الأربعاء - 06 أغسطس 2025 - 09:15 م بتوقيت عدن

 قبل 23 عاما وزارة الداخلية بمصر توقف مناقصة رقمنة السجل المدني..لماذا؟

اللواء محمد مصطفى

يروي اللواء محمد مصطفى في جمهورية مصر العربية ماذا حدث قبل 23 عاما عند اعلان وزارة الداخلية مناقصة رقمنة السجل المدني :

"في عام 2002 أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مناقصة لرقمنة «Digitalization» السجل المدني بالوزارة ، وتقدمت عدة شركات أجنبية ومصرية ، وفي النهاية تم إرساء المناقصة على شركة مصرية صاحبها «حازم عبد العظيم» اللي أكيد كلكم عارفينه وفاكرينه.


وبدأ «عبد العظيم» في تجهيز البرنامج المستخدم ، وقام بالسفر لإنجلترا للتعاون مع شركة بريطانية ، ولكنه لم يكن يعلم أن المخابرات العامة المصرية كانت وراءه وتقتفي أثره ، لأن ده موضوع حساس جدا.


وبالفعل اكتشف رجالنا أن الشركة البريطانية دي ما هي إلا غطاء لشركة إسرائيلية تعمل من لندن ولكن مقرها الرئيس في تل أبيب (نفس سيناريو عملية البيجر اللي استهدفوا بيها حزب الله من شهور قليلة).


وكعادة رجالنا في كيفية التلاعب بالصيد ، فقد تركوا «عبد العظيم» يقوم بالتجهيزات وإعداد البرنامج ، ولكن قبل أن يقوم بتحميل البرنامج على سيرفرات وزارة الداخلية ، طلبت المخابرات مراجعة البرنامج ، وبالفعل قام المتخصصون بفحصه ليتفاجئوا بوجود مخبأ سري «Back door» في البرنامج ينقل أي معاملات على السيستم للشركة الأم في تل أبيب.


يعني سيادتك أو حضرتك تدخل تعمل بطاقة أو شهادة ميلاد في أي مكان هنا في مصر وفي نفس الوقت يتم نسخها بكامل بياناتها وحفظها عندهم في تل أبيب ، وطبيعي جدا سيتم أرشفة كل المعلومات الخاصة بينا دي وتحليلها للخروج منها بقاعدة بيانات تعتبر ثروة لأي كيان معادي ، يعني لو كنا شربنا البرنامج ده وقتها كان زمان كل بيانات الشعب المصري ومعاملاته المدنية (شهادات ميلاد ووفاة - بطاقات الرقم القومي - حوازات السفر - سجلات القيد العائلي - قسائم الزواج والطلاق ...إلخ) موجودة وبتتبعت لإسرائيل أولا بأول.


وبناءا عليه تم اتخاذ القرار بإلغاء المناقصة دي فورا

وبالتحقيق مع «حازم بعد العظيم» أنكر معرفته بوجود تروجان التجسس هذا على البرنامج ، ونظرا لعدم وقوع الجريمة، فقد تم الإفراج عنه ، مع وقف التعامل مع الشركة البريطانية دي مستقبلا في أي نشاط حكومي.

(لاحظوا اننا بنتكلم عن تكنولوجيا عام 2002)


وبعد وكسة يناير ومجيدة العمشة فجأة ظهر حازم عبد العظيم وانتشر أيامها بكثرة على شاشات الفضائيات للترويج لنفسه باعتباره من أبناء يناير ومن الكوادر العلمية اللي كان مبارك دافنها (دي كانت اللبانة اللي بيقولها كل واحد أيامها) ، وكان من الطبيعي في ظل حالة السيولة اللي فيها المجتمع وقتها انه يبقى من المرشحين بقوة لتولي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وبالفعل وقع عليه اختيار «عصام شرف» أثناء مباحثاته لتشكيل ، وظهر «حازم» وقتها مع «منى الشاذلي» اللي باركت له اختياره للزوارة ، وتركته يتحدث بكل حماس عن خطته لتحديث نظم المعلومات.


إنما طبعاً رجال الظل كان ليهم رأي تاني حيث تم رفض ترشيحه عند عرض ملفه على الجهات السيادية والرقابية ، وعند ظهور التشكيل الوزاري لحكومة «عصام شرف» بشكل رسمي تفاجأ الجميع ، وأولهم حازم نفسه ، بأن اسمه ليس من ضمن التشكيل الوزاري.


وبعد تولي الجاسوسي المقبور «مرسي» مقاليد الحكم في غفلة من الزمان ، بدأ عبده مشتاق «حازم» المتطلع الطموح يلعب الجيم من جديد معاهم طمعا في أي منصب وزاري معهم ، فعاد الشك فيه مرة أخرى ووضعت تحت اسمه العديد من الخطوط الحمراء وعلامات الاستفهام .

وبعد سقوط حكم الإخوان حاول «حازم» أن يركب موجة ثورة 30 يونيه ونظرا لصعوبة مراقبة نشاطاته الإلكترونية، فتم ضمه إلى حملة الرئيس السيسي الرئاسي كمنسق الشباب حتى تكون كل تحركاته ونشاطاته تحت المجهر وعن قرب ، ولكن طبعا بدون أن يشعر هو بشئ ، فتزايدت آماله وأحلامه في تولي المنصب الوزاري مرة اخرى.


ولكن بمجرد انتهاء الحملة وتولى الرئيس السيسي للرئاسة فوجئ انه لم يتم ترشيحه للأي منصب وزاري فكشف عن وجهه الحقيقي وتخلى عن حذره وبدأ في مهاجمة نظام الحكم الجديد بشراسة بعد أن كان من أشد مناصريه.

وبعد فترة فصيرة تم القاء القبض عليه ومحاكمته في قضية لم يتم الإعلان عن تفاصيلها بوضوح ، وبعد قضاءه لفترة 3 سنوات في السجن تم الإفراج عنه في احدى موجات العفو الرئاسي ، ثم اختفى بعد ذلك عن الأنظار.


وللعلم منذ التسعينات فأن أي معدة عسكرية أو جهاز رادار أو طائرة يتم استيرادها فبيتم تفكيكها كلها مسمار مسمار ومراجعتها بمنتهى الحرص والدقة قبل اعتمادها للخدمة في القلب الصلب للدولة المصرية ، وبالفعل فقد اكتشف المتخصصين في الطيران أن احدى دفعات مقاتلات الـ «F-16» الواردة إلينا من الولايات المتحدة كان يوجد بها «سوفت وير» سري يوقف إطلاق الصواريخ عن بعد ، بما يعني اننا لو دخلنا في أي مواجهة عسكرية مع دويلة الكيان فهذا السوفت وير يجعل الأمريكان قادرين على تعطيل عمل هذه المقاتلات عن بعد وهم في واشنطن ، وساعتها سيتفاجئ الطيار بأن مقاتلته ترفض تنفيذ الأمر باطلاق صواريخها.


وبعد هذا الاكتشاف تم نزع هذه البرمجيات والأجهزة السرية الخبيثة من دفعة المقاتلات الأمريكية ، وتسببت هذه الحادثة وقتها في خلاف مكتوم بين مصر وبين الولايات المتحدة اللي طالبت بعزل المشير طنطاوي ، ولكن مبارك رفض تلك الإملاءات الأمريكية.


ونظرا لدور مصر في الاشتراك في حرب تحرير الكويت اللي كانت لسه لم تبرد نيرانها بعد ، فقد انتهت تلك الأزمة بعد فترة قصيرة، وتم الاتفاق وقتها على منح مصر الحق في تفكيك أي معدة عسكرية أمريكية وإزالة أي برمجيات تجسس ونزع أي أجهزة تعطيل لعمل هذه المعدة والتحكم فيها عن بعد.


طيب انا بحكي الحكاية دي ليه وإبه علاقتها باللي بيحصل في إيران حاليا ؟


كلنا نعلم أنه في العشرين سنة الأخيرة ، تفوقت الهند جدا في مجال البرمجيات ، فقامت «إيران» ومعها للأسف (دول الخليج) بالاعتماد على البرمجيات الهندية والمبرمجين الهنود ، واللي كان عايش في الخليج زي حالاتي عارف الكلام ده كويس.


واللي حصل انه بعد الاختراق الرهيب اللي قام بيه جهاز الموساد لإيران والتحقيقات اللي قامت بيها إيران بالتعاون مع الصين وروسيا تم اكتشاف وجود تواصل بين مبرمجين هنود وبين الموساد من خلال شبكة «ستار لينك» بتاعة ايلون ماسك ، وبالقبض عليهم واستجوابهم اتضح الآتي:

كافة البرامج والسوفت وير المستعملة في الحرس الثوري وفيلق القدس وفي الاستخبارات الإيرانية ، بل وحتى في دواوين الحكومة الإيرانية المدنية ، وكذلك سيستم المطارات وشركات الطيران وحركة المسافرين وبضائعهم هي برامج إسرائيلية بغطاء هندي ، وكل برنامج به «Back door» خفي ينقل كل المعلومات دي لإسرائيل أولا بأول.


ولكن الأخطر كان اكتشاف برمجيات خبيثة سرية داخل الأجهزة والمعدات العسكرية تستطيع تعطيل عمل هذه الأجهزه والتحكم فيها من بعد.


وده سبب توقف عمل منظومات الدفاع الجوي أثناء الساعات الأولى من الضربة الإفتتاحية الإسرائيلية ، وأعتقد الجميع وقتها أن تعطل منظومات الدفاع الجوي كان بسبب هجوم سيبراني خارجي ، ولكن اتضح بعد التحقيقات أنه كان هجوم من الداخل.


وعشان كده بقينا بنسمع في الأخبار جملة (بدء تفعيل عمل الدفاع الجوي) في محيط طهران أو أي مدينة إيرانية ، وده معناه أن المنظومات دي بقت بتشتغل بشكل يدوي مش بشكل آلي.

الأخطر بقى في الموضوع ان نفس البرامج بيتم استخدامها في دول الخليج وخاصة الامارات والسعودية وقطر والكويت ، وبالذات في السجل المدني وسيستم المطارات ، يعني أي مصري أو أي حد من أي جنسية دخل أو خرج من البلاد دي أصبح مرصود ومعروف كل تحركاته في إسرائيل.


وللعلم فقد قامت ايران وبسرعة بإبلاغ هذه المعلومة لدول الخليج ، والدنيا مقلوبة حاليا في هذه الدول ولكن بشكل مكتوم وغير معلن ، لأن ده هيسبب أزمة كبيرة بين هذه الدول وبين الهند.

لواء محمد مصطفى