تتميز بعض المناطق الواقعة قرب القطبين الشمالي والجنوبي بظاهرة طبيعية فريدة تعرف بـ"شمس منتصف الليل"، حيث تظل الشمس مشرقة لفترات طويلة خلال فصل الصيف، ولا تغرب تقريبًا لمدة تصل إلى ستة أشهر في أقصى حالات القطبين. هذه الظاهرة ليست مجرد منظر ساحر، بل هي نتيجة ميل محور الأرض وحركتها حول الشمس، ما يجعل ضوء الشمس يصل إلى تلك المناطق بشكل مستمر في أوقات محددة من السنة.
تعيش المدن الشمالية مثل مدينة ترومسو في النرويج أو ألاسكا في الولايات المتحدة تجربة فريدة، حيث يمكن لسكانها ممارسة حياتهم اليومية تحت ضوء الشمس طوال اليوم. وتؤثر هذه الظاهرة على النشاط البشري والنظام البيولوجي للكائنات الحية، فقد تؤثر على النوم والدورة اليومية للإنسان، بينما تستفيد بعض النباتات والحيوانات من الضوء المستمر لتعزيز نموها أو نشاطها.
ورغم غرابة هذه الظاهرة، فإنها تذكير بعظمة الله وحكمته في خلق الكون. فالله سبحانه وتعالى أراد هذه الظواهر لحكمة، وجعل لكل شيء نظامه الدقيق الذي يخدم الحياة على الأرض. مشاهدة الشمس وهي لا تغيب لفترات طويلة في هذه المناطق تذكرنا بأن كل ما في الكون يسير وفق سنن الله الحكيمة، وأن لكل ظاهرة معنى وغاية تتجلى فيها قدرة الله وتدبيره.