من بين ركام الألم وذاكرة التعذيب التي خلفتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، برز اسم جمال المعمري كقصة كفاح استثنائية، فقد حوّل إعاقته الجسدية، التي كانت نتيجة اختطاف وتعذيب وحشي، إلى مصدر إلهام ووقود لمسيرة نضال إنساني لم تنكسر أمام الجراح.
ولم يستسلم المعمري لظروفه الصحية القاسية، بل أسس منظمة حقوقية ناشطة تمكن عبرها من إيصال صوت الضحايا إلى العالم، حتى منحتها الأمم المتحدة مؤخراً الصفة الاستشارية، في اعتراف دولي بجهوده، وفي قاعات مجلس حقوق الإنسان، كان حضوره بارزاً من خلال المشاركات والفعاليات التدريبية التي استقطبت العديد من المهتمين.
واليوم، ومع صدور تقرير جديد لمنظمته، تبرز قصة جمال المعمري كأحد النماذج التي تفرض احترامها، بعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف معه، إذ أثبت أن الإرادة قادرة على تحويل أقسى أشكال المعاناة إلى انتصار إنساني يستحق الإشادة.