شدد وزير الدولة محافظ محافظة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، على أهمية إعطاء أولوية قصوى للمشاريع التنموية التي تحدث أثرا مباشرا في حياة النساء والمجتمع، مؤكدا أن دعم المبادرات الاقتصادية النسوية يعد ركيزة أساسية في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعالية تدشين سوق الوومن، الذي افتتح صباح اليوم في حي كريتر بمديرية صيرة، باعتباره أول سوق نسوي يدار و يشغل بأياد نسائية في العاصمة عدن، وذلك ضمن مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة وتعزيز دورها في التنمية، الذي تنفذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة – اليمن، بالشراكة مع مؤسسة بديل للتنمية، وبالتنسيق مع المجلس المحلي بمديرية صيرة.
وأشاد المحافظ لملس بالدور الحيوي الذي تضطلع به هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تبني وتنفيذ مشاريع نوعية تستهدف النساء، وتسهم في تمكينهن اقتصاديا وتحسين أوضاعهن المعيشية، مشيرا إلى أن مثل هذه المبادرات توفر فرص عمل حقيقية للنساء، وتدعم جهود التنمية المحلية المستدامة.
من جانبها، أوضحت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، السيدة دينا زوربا، أن افتتاح سوق الوومن يمثل استجابة عملية لاحتياجات النساء العاملات في الأسواق الشعبية والقطاع غير الرسمي، و يعد خطوة متقدمة في دعم المشاريع الاقتصادية التي تقودها النساء، مؤكدة التزام الهيئة بتعزيز مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي، وتوفير بيئة عمل آمنة و مهيأة تسهم في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة.
بدوره، أشار مدير عام مديرية صيرة، الأستاذ محمود جرادي، إلى أن المشروع يجسد نموذجا ناجحا للشراكة الفاعلة بين السلطة المحلية وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في سبيل دعم الاقتصاد المحلي النسوي، لافتا إلى أن السوق يسهم في إدماج النساء ضمن الحركة التجارية، وتحسين ظروف عملهن، ورفع فرص الاستقرار و الاستدامة لمشاريعهن الصغيرة.
من جهتها، أكدت مديرة مؤسسة بديل للتنمية، الأستاذة منى عباس، أن المشروع مر بعدة مراحل تنفيذية، شملت دراسة الفكرة وتقييم الاحتياجات، وتأهيل الموقع وتجهيزه، إضافة إلى تدريب البائعات وبناء قدراتهن، واختيار نحو 50 بائعة جرى منحهن أكشاكا للعمل، إلى جانب تقديم تسهيلات تتعلق بالحصول على البضائع، بما يعزز من فرص نجاح مشاريعهن.
واضافت يأتي افتتاح سوق الوومن في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة وتحسين سبل العيش، من خلال توفير بيئة عمل لائقة وآمنة تحفظ كرامة النساء البائعات، و تمكنهن من العمل باستقرار وأمان، وتحقيق دخل مستدام يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
و أكدت منسقة مشروع السوق الشعبي النسوي، شفاء سعيد باحميش، أن المشروع جاء ثمرة لدعم وجهود قيادة السلطة المحلية في محافظة عدن ومديرية صيرة، مشيرة إلى أنه نتاج رحلة طويلة تحولت إلى واقع يعزز تمكين المرأة اقتصاديا.
و أوضحت أن السوق يعد مساحة آمنة لتمكين النساء المعيلات، ويوفر فرص دخل مستدام، لافتة إلى تدريب 60 امرأة في مجال ريادة الأعمال، معربة عن أملها في تعميم التجربة على بقية مديريات عدن.
وفي ختام حديثها، ثمنت دعم قيادة المحافظة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسلطة المحلية، والجهات المتعاونة في إنجاح المشروع.
وشملت أنشطة المشروع تطوير البنية التحتية للسوق، وتوفير وسائل الحماية والسلامة، وتحسين الإضاءة، إلى جانب تجهيز الأكشاك وتوزيعها على قرابة 50 مستفيدة من النساء المعيلات لأسرهن وذوات الدخل المحدود، الأمر الذي يفتح أمامهن آفاقا حقيقية للإنتاج والعرض والتسويق في مجالات وحرف متنوعة، و يسهم في تعزيز ثقة المجتمع بقدرات النساء و دورهن في التنمية الاقتصادية.
شهد حفل الافتتاح حضورا رسميا و مجتمعيا واسعا، تخللته فقرات فنية وثقافية متنوعة، وبمشاركة ممثلي السلطة المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والجهات المعنية بقضايا المرأة والتمكين الاقتصادي.