بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب
في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التي يشهدها الجنوب، حيث تتساقط أوهام الهيمنة وتتهاوى جدران السيطرة العسكرية والقبلية القادمة من الشمال، نعلنها بصوتٍ واحدٍ جهيرٍ مدوٍ: الجنوب ماضٍ بعزمٍ لا يلين في طريق تقرير مصيره بإرادته الحرة، ولن يقبل بعد اليوم أن يُدار إلا بعقول أبنائه وطاقاتهم المتقدة، بعيدًا عن أي وصاية أو هيمنة.
يا أبناء الجنوب الأحرار، يا صناع المجد، يا حماة الأرض والكرامة، من ساحات التضحية ومن ميادين البطولة، ومن دماء الشهداء التي روت تراب الجنوب الطاهر، نرفع صوتنا عاليًا ليصدح في كل مدينة وقرية، في كل جبل وسهل، ليقول للعالم أجمع: الجنوب لن يُكسر، الجنوب لن يُهزم، الجنوب ماضٍ نحو الحرية والسيادة مهما عظمت التضحيات ومهما اشتدت التحديات.
أيها الأحرار، منذ صيف عام 1994 حين اجتاحت جحافل الغزو أرضنا، وشعبنا يقدم أغلى ما يملك دفاعًا عن هويته وكرامته، ثم أعاد كتابة ملحمة الصمود في العام 2015 حين حاول الغزاة مرة أخرى إخضاع الجنوب، فواجههم رجالنا ونساؤنا، شبابنا وشيبنا، بصدورٍ عارية وإيمانٍ لا يتزعزع، ليصنعوا من دمائهم الطاهرة جدارًا منيعًا حمى الجنوب وأعاد له شرفه وعزته.
لقد أثبتت التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الجنوب لا يُدار إلا بإرادة أبنائه.
لقد رفع أبناء المحافظتين راية الكرامة عالية، وأعلنوا للعالم أن زمن الوصاية قد انتهى، وأن عهد الحرية قد بدأ.
نحن في الحزب الاشتراكي في الجنوب، نحيي هذه الانتصارات العظيمة، ونبارك حالة الطمأنينة التي تعيشها حضرموت والمهرة، ونؤكد تأييدنا الكامل الخطوات المتخذة من المجلس الانتقالي، فهذه الخطوات ليست سوى بداية لمسيرة طويلة نحو بناء دولة جنوبية حرة، عادلة، مزدهرة، تليق بتضحيات الشهداء وصبر الأجيال.
إن قيادات الحزب الاشتراكي في الجنوب، وكوادره وأعضاءه ، لن يكونوا يومًا إلا إلى جانب شعبهم في السراء والضراء، وسيواصلون النضال الذي بدأوه مع شركائهم في النضال والمصير المشترك، حتى تحقيق كافة التطلعات المنشودة لشعب الجنوب، وفي مقدمتها استعادة الدولة بحدودها المعترف بها دوليًا قبل 22 مايو 1990.
يا أبناء الجنوب، إن معركتنا اليوم ليست معركة طرف ضد طرف، بل هي معركة وجود وهوية ومستقبل.
إنها معركة الدفاع عن الأرض والكرامة، عن الوطن والسيادة، عن حلم الأجيال الذي لن يُسلب بعد اليوم. فلنوحّد الصفوف، فلنرصّ الكلمة، فلنجعل من وحدتنا سلاحًا لا يُكسر، ومن عزيمتنا نارًا لا تُطفأ.
أيها الأحرار، إن حضرموت والمهرة اليوم تكتبان فصلًا جديدًا في تاريخ الجنوب، فصلًا عنوانه الكرامة والسيادة، ومضمونه الحرية والعدالة. فلنمضِ معًا، كتفًا بكتف، يدًا بيد، نحو استعادة الدولة وغدٍ مشرق، غدٍ تُرفع فيه راية الجنوب عالية خفّاقة، راية الحرية التي رُويت بدماء الشهداء وصبر المناضلين.
الهيئة القيادية
الحزب الاشتراكي في الجنوب