بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام – الداخل
انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية، ووفاءً لثوابت المؤتمر الشعبي العام ومواقفه التاريخية، ومواكبةً لمجريات الأحداث السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة الجنوبية واليمنية عمومًا، فإننا في المؤتمر الشعبي العام – الداخل نؤكد ما يلي:
أولًا:
إن المؤتمر الشعبي العام في الداخل يُعد جزءًا أصيلًا من النسيج السياسي والاجتماعي الجنوبي، وشريكًا فاعلًا في المنظومة الوطنية الجنوبية، ولم يكن يومًا خارج هموم المواطن أو بعيدًا عن تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
ثانيًا:
نؤكد إيماننا الراسخ بالحق الجنوبي، باعتباره استحقاقًا سياسيًا واجتماعيًا تراكميًا فرضته معطيات الواقع، وجاء نتيجة لمسار طويل من التهميش والمعاناة، ونرى أن التحركات الشعبية والسياسية التي تشهدها محافظات الجنوب اليوم لم تكن خيارًا ترفيًا، بل فرضتها الظروف الراهنة، والتردي الممنهج للخدمات، والانهيار الاقتصادي، وتفاقم معاناة المواطنين.
ثالثًا:
إننا ننظر إلى التحركات العسكرية الأخيرة في الجنوب باعتبارها تحركات وطنية بامتياز، هدفها توحيد الجبهات، وتعزيز عوامل القوة لمواجهة العدو الحقيقي المتمثل في مليشيات الحوثي الإرهابية، وقوى الإرهاب والتطرف، وهو النهج الذي ظل المؤتمر الشعبي العام في الداخل ينادي به باعتباره خيارًا وطنيًا جامعًا لا يقبل المساومة.
رابعًا:
نؤكد أن تواجد القوات الجنوبية على أرض الجنوب هو تواجد مشروع، واستحقاق وطني مكفول بدماء الشهداء الذين سطروا أروع ملاحم التضحية في مواجهة الحوثي والإرهاب، ولا يزالون حتى اليوم مرابطين في ميادين الشرف دفاعًا عن الوطن وأمنه واستقراره.
خامسًا:
نُشدد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقياداته ومؤسساته، يُعد جزءًا أصيلًا من منظومة الشرعية والدولة، ولم يكن في أي مرحلة عامل إلغاء للدولة أو لقوانينها، بل مارس شعاراته وحقه السياسي العلني باعتباره حقًا مكتسبًا ومعلنًا منذ عام 1994، وليس وليد اللحظة أو نتاج ظرف طارئ.
سادسًا:
ندعو كافة القوى السياسية والاجتماعية، جنوبية وشمالية، إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، والتعاطي بمسؤولية مع الاستحقاق الجنوبي سياسيًا واجتماعيًا، بعيدًا عن منطق الإقصاء أو التخوين، وبما يحقق الشراكة الوطنية ويحفظ تضحيات الشهداء والجرحى.
ختامًا:
يجدد المؤتمر الشعبي العام في الداخل التزامه بخيار الدولة، ومواجهة الانقلاب الحوثي، ومحاربة الإرهاب، والعمل مع كل القوى الوطنية الصادقة لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، مؤكدين أن وحدة الصف، واحترام الخصوصيات، والاعتراف بالحقوق المشروعة، هي المدخل الحقيقي لعبور هذه المرحلة الحساسة نحو مستقبل آمن ومستقر.
والله ولي التوفيق.
صادر عن:
المؤتمر الشعبي العام – الداخل