جاء القصف الجوي السعودي الذي استهدف قوات النخبة الحضرمية عقب تفكيك هذه القوات لمواقع تابعة لعناصر مسلحة يقودها المسلح سالم الغرابي، الذي تُشير تقارير محلية إلى ارتباطه بمسلحين موالين لـ علي الحريزي — المرتبط بمليشيا الحوثيين — في محافظة المهرة.
وتتهم المنطقة العسكرية الثانية الغرابي بالضلوع في عمليات تقطّع واعتداءات سابقة استهدفت قاطرات الوقود، إضافة إلى تنفيذه عدة كمائن ضد قوات النخبة الحضرمية خلال الشهرين الماضيين، أسفرت عن مقتل عدد من الجنود. وكان آخرها كمينًا مسلحًا نُفّذ في وقت متأخر من ليل أمس، وأسفر عن استشهاد جنديين وإصابة نحو سبعة آخرين.
وبحسب شهود عيان، نُفّذ القصف السعودي بواسطة طائرتين حربيتين، واستهدف معسكر نُحب بغيل بن يمين عند الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي، دون أن يسفر عن أي أضرار.
تقديري أن السعودية ترتكب خطأ فادحا بتورطها في الشأن الجنوبي المحلي، وتدفع بهذا التدخل العدائي نحو مزيد من التصعيد والفوضى، بما يقوّض أسس السلام والأمن التي يسعى الجنوبيون إلى ترسيخها في مناطقهم.
ما جرى صباح اليوم يُعدّ، في المفهوم الوطني، اعتداء سافرا على سيادة الجنوب، واستهدافا مباشرا لقوات أمن جنوبية حضرمية، وللإنسان الجنوبي الحضرمي، من دولة خارجية دون أي مبرر.
ما جرى صباح اليوم يمثّل انقلابا صريحا من السعودية على بياناتها السابقة، وأدبياتها المعلنة، وفتحا لباب خصومة لا يوده الجنوبيون ولا يطلبوه ولا يتمنوه.
كما أن ما حدث يؤكد أهمية أن يُقدم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على إعلان دولة الجنوب المستقلة، بوصفه خيارا ضروريا لحماية أمنها، وصون مشروعها الوطني، ووضع حدٍّ للعبث والوصاية والتدخل السافر.
إن ما وقع صباح اليوم يفضح ادعاءات منفصمة تتحدث عن دعم قضية الجنوب، بينما تُبيَّت في الوقت ذاته نوايا استهداف الجنوبيين. فلا يمكن، أخلاقيا وسياسيا، أن تُقدَّم وردة بيد، ويُخفى السكين في اليد الأخرى.
ما حصل اليوم هو انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وهو سابقة خطيرة في التاريخ العربي.
*رئيس مركز سوث 24 للأخبار والدراسات