في مشهد خالد سطر بماء الدهب وحفر في جبال شمسان الأبيه ، تراقصت فيه امواج ساحل أبين ،تعانقت فيه الأرواح في سماء عدن ،واختلطت فيه الدماء على الأرض، في حشد وطني مهيب، على صرح العزة والكرامة عكس مستوى الوعي المجتمعي وحجم التفاعل الشعبي مع المستجدات على ارضي الجنوب.
حيث اختزلت تلك اللحظة معاني الوحدة والتلاحم الشعبي. التحم الجميع ك جسدا واحدا في ساحتي الانتصار والحرية، وسط هتافات صادقة رفعتها الحناجر و كتبتها القلوب قبل اللافتات، حيث جاءت هذه الحشود دعما لقرارات الرئيس القائد /عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ،تأكيداً للمطالبة الشعبية بإعلان دولة الجنوب الحر الأبي .
لم يكن ذلك اللقاء مجرد تجمع حشود، بل كان رسالة وطنية واضحة مفادها أن الأرض تجمع أبناءها، وأن المصير المشترك يوحد الخطى مهما تباعدت الجغرافيا. امتزجت المشاعر كما امتزجت الرايات، وتقدم الحضور بثبات ليجددوا العهد على المضي في طريق الحرية والكرامة، مؤكدين أن التحديات لا تزيدهم إلا تماسكا وإصرارا.
وعكست مشاهد الاصطفاف والتكاتف عمق الانتماء الوطني، وروح الأخوة التي تجمع أبناء الوطن الواحد، حيث تحولت الساحات إلى لوحة نضالية نابضة بالحياة، عبرت عن وحدة الصف، وتجديد العزم، والإيمان بعدالة القضية، في صورة جسدت إرادة شعب لا يعرف التراجع.
رفع المشاركون في الأعلام ورددوا الهتافات المعبرة عن وحدة الصف والتلاحم المجتمعي، مؤكدين رفضهم لكل ما من شأنه المساس بأمن واستقرار الجنوب والعاصمة عدن عموما، و مشددين على أهمية تعزيز السكينة العامة ودعم الجهود الرامية إلى تحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية للمواطنين.
قالها الشعب بصوت رجل واحد أنا الإرادة أنا الأرض انا الهوية جاء ذلك في تعبير سلمي عن المواقف الوطنية، و تجسيدا للدور الفاعل للمجتمع في دعم الاستقرار، والمشاركة الإيجابية في القضايا العامة، بما يسهم في ترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية المشتركة.
وفي ختام المشهد، وجه المشاركون رسالة وعي وصبر، مؤكدين أن طريق الأوطان مهما طال، فإن الصبر عليه عبادة، و شد الأزر فيه قوة، وأن التكاتف الشعبي هو الضمانة الحقيقية لعبور المراحل الصعبة. و جددوا العهد على الثبات، والتماسك، والعمل بروح المسؤولية الوطنية، خلف قيادة موحدة وإرادة شعبية لا تلين، إيمانا بأن الجنوب العربي ماض بثقة نحو مستقبله، بسواعد أبنائه و صبرهم و وحدتهم.