آخر تحديث :السبت - 27 ديسمبر 2025 - 10:21 م

كتابات


حين يتقدّم المرض ويتراجع الغياب: العميد علي أحمد الجبواني نموذجًا للحضور الوطني

السبت - 27 ديسمبر 2025 - 08:11 م بتوقيت عدن

حين يتقدّم المرض ويتراجع الغياب: العميد علي أحمد الجبواني نموذجًا للحضور الوطني

الصحفي/ صالح حقروص

في زمنٍ تتبدّل فيه المواقف، وتغيب فيه بعض الوجوه عند اشتداد اللحظات الوطنية حساسية، يبرز حضور العميد علي أحمد الجبواني في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي جابت شوارع عتق، عاصمة محافظة شبوة، كرسالةٍ عميقة المعنى، تتجاوز حدود المشاركة الشكلية إلى جوهر الالتزام الصادق بالقضية الجنوبية.


لم تكن تلك المشاركة عابرة أو بروتوكولية، بل جاءت في وقتٍ يعاني فيه العميد الجبواني من المرض، ما يجعل حضوره فعلًا نضاليًا بحد ذاته. هنا، يتجلى الفارق بين من يحضر بجسده فقط، ومن يحضر بموقفه وإيمانه وقناعته الراسخة. لقد أثبت أن القائد الحقيقي لا تقعده الظروف الصحية، ولا تؤجّل مواقفه عندما يناديه الوطن.

المسيرة التي طالبت بسرعة إعلان دولة الجنوب العربي لم تكن مجرد حشدٍ جماهيري، بل تعبيرًا واضحًا عن إرادة شعبية تتوق إلى استعادة الدولة والهوية. وفي هذا السياق، جاء ظهور العميد الجبواني ليؤكد أن القيادات الوطنية ما زالت في قلب الشارع، تشارك الناس همومهم وتطلعاتهم، وتؤمن بحقهم المشروع في تقرير مصيرهم.

إن قيمة هذه المشاركة لا تكمن فقط في رمزية الاسم أو الرتبة، بل في الرسالة التي حملها المشهد: أن النضال ليس موسمًا، وأن الشجاعة لا تُقاس بسلامة الجسد بل بثبات الموقف. فحين يخرج رجل مريض ليقف بين الجماهير، فإنه يعلن بوضوح أن قضية الوطن أولى من الوجع، وأن الكرامة الوطنية لا تعرف الأعذار.


ختامًا، يمكن القول إن مشاركة العميد علي أحمد الجبواني في مسيرة عتق شكّلت إضافة معنوية كبيرة للمشهد الجنوبي، ورسخت صورة القائد الذي يسجل حضوره وبصمته في كل المراحل، مؤكدًا أن الرجال تُعرف في المواقف، وأن حب الوطن فعلٌ يُمارس، لا شعارٌ يُرفع.


الصحفي صالح حقروص

2025/12/27م