إعتراف إسرائيل الرسمي بجمهورية "أرض الصومال" يحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز حدود الصومال لتصل إلى المشهد اليمني المعقد
أولاً : أبعاد الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال
الموقع الجيوسياسي :
تطل أرض الصومال على خليج عدن وتمتد سواحلها لمسافة 740 كم قرب مضيق باب المندب . فإسرائيل تبرر تواجدها على أرض الصومال لمراقبة تحركات الحوثيين في اليمن، وتأمين خطوط الملاحة الدولية من التهديدات الإيرانية .
لكن الحقيقة يمثل هذا الإقليم لإسرائيل كقاعدة أمامية مثالية لمراقبة ورصد كل تحركات في مضيق باب المندب . إلى جانب ذلك فإن تواجدها في أرض الصومال تمثل الخطوة الأولى نحو الأحقية في تغير استراتيجية مضيق باب المندب بما يتناسب مع مصالحها الجيواستراتيجية في البحر الاحمر وبالتالي في الشرق الأوسط .
التواجد العسكري والاستخباراتي :
تفوق إسرائيل بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الاوسط، واهتمام إسرائيلي بإنشاء قواعد عسكرية أو مراكز استخباراتية في مناطق مثل ميناء "بربرة"، لتأمين موطئ قدم دائم في القرن الأفريقي ونافذة تطل على باب المندب التي عبرها ليس فقط ستضغط على الدول المطلة على البحر الأحمر بما يشتهي حلم إسرائيل الكبرى، بل أيضاً مواجهة النفوذ الصيني المتنامي لإنشاء طريق الحرير الصيني الذي يرتكز على باب المندب، والذي سيحل محله طريق الحرير الهندي الذي يمر براً عبر السعودية إلى إسرائيل، التي لن يرتاح بالها إلا بإطفاء نور قناة السويس المصرية التي مالكها ( مصر )، أفشل كل مخططاتها القائمة من تهجير الفلسطينيين والإستيلاء على أرض غزة وووو .
ثانياً : هل هي الخطوة الأولى نحو المجلس الانتقالي الجنوبي؟
تشابه "شرعية الأمر الواقع" :
كل من أرض الصومال والمجلس الانتقالي الجنوبي هما كيانان يسيطران فعلياً على الأرض ويسعيان للاستقلال عن الدولة المركزية (مقديشو وعدن/صنعاء). نجاح نموذج "أرض الصومال" في انتزاع اعتراف إسرائيلي يمثل سابقة قانونية وسياسية قد يسعى الانتقالي للاستفادة منها .
أحداث حضرموت والمهرة :
تزايد نفوذ المجلس الانتقالي في شرق اليمن (حضرموت والمهرة) الذي قابله رفض اقليمي، يجعل إسرائيل، التي تخشى من تمدد النفوذ الإيراني عبر هذه المناطق الساحلية، تجد في المجلس الانتقالي شريكاً أمنياً قادراً على ضبط السواحل الممتدة من المهرة حتى باب المندب، بالتكامل مع "أرض الصومال" على الضفة المقابلة .
تطويق التهديدات البحرية :
التقارب مع الانتقالي ( الذي يسيطر على عدن ومناطق استراتيجية ) ومع أرض الصومال (التي تسيطر على بربرة) يمنح إسرائيل وحلفاءها تحكماً كاملاً بـ "فكّي كماشة" على مدخل خليج عدن، مما يشل قدرة الحوثيين أو أي قوى معادية على المناورة بحرياً بل أكثر من ذلك .
فهل المجلس الانتقالي الجنوبي المرشح الأبرز للخطوة القادمة لإسرائيل في حال استمرار التصعيد في البحر الأحمر وأحداث شرق اليمن ؟!