قراءة سياسية وقانونية في أداء عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأثره على الجنوب واليمن وتجزءة الشرعية .
1- يطالب رشاد العليمي بإخراج القوات الحكومية الجنوبية من وادي حضرموت والمهرة، ثم يقترح استبدالها بقوات جنوبية أخرى (درع الوطن)، في اعتراف صريح بأن المشكلة ليست في “جنوبية القوات”، بل في موقفه السياسي منها، لا في مشروع أمني أو قانوني واضح.
2- يتحدث عن عدالة القضية الجنوبية، بينما يرفض منذ أربع سنوات تنفيذ ما أُقرّ في مشاورات الرياض بتشكيل فريق تفاوض مناصفة بين الجنوب والشمال، في انتهاك صريح لمبدأ الشراكة والتوافق الذي تأسس عليه مجلس القيادة الرئاسي.
3- يعترف بخطأ غزو الجنوب عامي 1994 و2015، لكنه يعود اليوم لاستخدام المنطق نفسه؛ منطق القوة، عبر إعلان حرب سياسية وعسكرية على الجنوب، والدعوة لقصف القوات الحكومية الجنوبية، في تكرار فجّ للتاريخ الذي يدّعي رفضه.
4- يندد بالإقصاء والتهميش الذي تعرّض له الجنوبيون منذ 1994، بينما يحتكر رئاسة مجلس القيادة الرئاسي والقرار السيادي منذ تأسيسه، رافضًا مبدأ تدوير الرئاسة، ومحوّلًا المجلس من قيادة جماعية إلى واجهة شكلية.
5- يعيش رشاد العليمي في عدن تحت حماية القوات الحكومية الجنوبية، ويتنقل داخلها بأمان بفضلها، بينما يرفض تمكين هذه القوات ذاتها من تأمين وادي حضرموت والمهرة، في تناقض يُسقط أي حديث عن المعايير الوطنية أو المهنية.
6- يرفع إعلامه خطابًا تحريضيًا متناقضًا؛ يومًا يتهم القوات النظامية الجنوبية بالولاء لإيران، ويومًا آخر يتهمها بالارتباط بإسرائيل، في دليل على الإفلاس السياسي ومحاولة شيطنة الخصم بأي ثمن.
7- يتحدث عن مظلومية الجنوب، لكنه استخدم سلاح الخدمات والرواتب والتجويع الممنهج كأدوات عقاب سياسي ضد شعب الجنوب، في ممارسات تتعارض مع أبسط مبادئ الدولة والقانون وحقوق الإنسان.
8- رغم وجود ممثل لحضرموت والمهرة في مجلس القيادة الرئاسي، عطّل رشاد العليمي أي إصلاحات حقيقية في حضرموت، ودعم شبكات نفوذ وعصابات لحماية ناهبي النفط، بينما يعيش الجنوب بلا كهرباء وخدمات أساسية، في إخلال واضح بالمسؤولية الدستورية.
9- شُكّل مجلس القيادة الرئاسي لتوحيد الجهود ضد الحوثي، لكن العليمي عطّل معركة التحرير منذ 7 أبريل 2022 بحجة “عدم الجاهزية”، ثم فتح جبهات صراع مع القوات الحكومية الجنوبية، هروبًا من استحقاق مواجهة الحوثي.
10-بصفته خبيرًا أمنيًا ووزير داخلية سابقًا، لم يدعم العليمي جهود القوات الحكومية الجنوبية في مكافحة الإرهاب، بل عرقلها سياسيًا وماليًا، لتبقى هذه القوات بين سندان العليمي ومطرقة التنظيمات الإرهابية.
11-يدّعي محاربة الحوثي، لكنه لم يخض معركة واحدة ضده، ولم يحقق أي إنجاز عسكري أو سياسي، تاركًا مجلس القيادة الرئاسي مشلولًا بلا نتائج، ومستغلًا الشرعية لتحقيق مصالح شخصية.
12-يتحدث عن السيادة الوطنية، بينما يقيم خارج البلاد، وتُدار قراراته من عواصم إقليمية، ويغيب عن الداخل إلا في زيارات محسوبة، في تناقض واضح بين الخطاب والممارسة.
13-يدّعي احترام الشراكة والتوافق، لكنه أصدر مئات القرارات الفردية المخالفة لإعلان نقل السلطة، متجاوزًا صلاحياته، ومعطّلًا مبدأ القيادة الجماعية الذي أُنشئ المجلس على أساسه.
14-يرفع شعار “مؤسسات الدولة”، لكنه فشل خلال أربع سنوات في توحيد مؤسسة عسكرية واحدة أو إنشاء غرفة عمليات حقيقية مشتركة ضد الحوثي، في إخفاق بنيوي لا يمكن تبريره.
15-يتحدث عن “تحرير صنعاء”، بينما لم تُفتح جبهة واحدة جادة، وفي المقابل فُتحت عشرات الجبهات السياسية والإعلامية ضد الجنوب، في انقلاب واضح على أولويات المعركة الوطنية.
16-يهاجم القوات الحكومية الجنوبية بزعم “عدم شرعيتها”، بينما يعتمد كليًا على حمايتها في عدن ومقار إقامته وتحركاته، في تناقض يُفقد خطابه أي مصداقية.
17-يرفض رشاد العليمي تمكين أبناء حضرموت والمهرة من إدارة أمنهم، ثم يتذرع بـ“خصوصية هذه المحافظات” حين يخدم ذلك أجندته السياسية، مستخدمًا الخصوصية كشعار انتقائي لا كحق قانوني.
18-يتحدث رشاد العليمي عن مكافحة الفساد، دون إحالة ملف فساد واحد حقيقي للقضاء، ودون محاسبة أي نافذ متورط بنهب الموارد والمؤسسات وأملاك الدولة، في تكريس واضح للإفلات من العقاب.
19-يدّعي رشاد العليمي الحرص على وحدة الصف، بينما يرعى إعلامًا تحريضيًا يمزق النسيج الاجتماعي، ويصنّف الجنوبيين كأعداء، ويدفع نحو صدام داخلي لا يخدم سوى الحوثي.
20-يتحدث رشاد العليمي عن “الدولة المدنية”، لكنه يستخدم أدوات ما قبل الدولة: قطع الرواتب، تسييس الخدمات، تجويع المواطنين، وابتزاز المحافظات، في سلوك يناقض جوهر الدولة الحديثة.
21-يدّعي رشاد العليمي تمثيل كل اليمن، لكنه فشل في كسب ثقة الشارع شمالًا وجنوبًا، وبات وجوده مرتبطًا بالشرعية الخارجية أكثر من أي قبول شعبي داخلي.
22-رفع شعار “المرحلة الانتقالية”، لكنه حوّلها إلى حالة جمود سياسي بلا أفق، وبلا إصلاحات، وبلا مشروع وطني واضح سوى البقاء في السلطة.
23- يصف رشاد العليمي نفسه بالخبير الأمني، بينما تشهد مناطق الشرعية انفلاتًا أمنيًا واسعًا، وتمدّدًا للتهريب والجريمة المنظمة، وتحولت تعز – مسقط رأسه – إلى بؤرة صراع ممزقة بين سلطات متعددة.
24- يرفع رشاد العليمي خطاب “الدولة الواحدة”، لكنه عمليًا يدير دولة بعقلية شيخ قبيلة ويعمل على بقاء سلطة منقسمة، واقتصادًا منهارًا، وجبهات مجمدة، دون أي مبادرة ناجعة أو إنجاز يُذكر.
25- يتحدث رشاد العليمي عن “الإجماع الوطني”، بينما تقود سياساته إلى تعميق الانقسام، ودفع الجنوب نحو صدام داخلي يخدم الحوثي ويقوض أي أفق وطني جامع يخدم إنهاء النفوذ الإيراني ويؤمن المنطقة .
26- عمل رشاد العليمي على تمزيق الجنوب وتقطيع أوصاله، والمتاجرة بمحافظاته الشرقية، بهدف ضرب الحاضنة الشعبية لعدد من زملائه في مجلس القيادة الرئاسي، في سلوك سياسي انتقامي واضح .
27- في الوقت الذي التزم فيه ممثلو الجنوب في مجلس القيادة الرئاسي بترحيل قضيتهم العادلة إلى ما بعد تحرير صنعاء، استغل رشاد العليمي ذلك لدعم كيانات كرتونية ومليشيات موازية، والانقلاب على إعلان نقل السلطة، وطعن شركائه من الخلف، ومحاولة إعادة قضية شعب الجنوب إلى نقطة الصفر.
الخلاصة
رشاد العليمي لا يدير مرحلة انتقالية، بل يدير شبكة تناقضات؛
يعجز عن مواجهة الحوثي، فيصنع خصمًا اسمه الجنوب،
ويفشل في بناء دولة، فيحارب من يحمي الأمن على الأرض،
فتتحول “الشرعية” من أداة إنقاذ وطني إلى عبء سياسي وأخلاقي .