في يوم استثنائي اختزل معاني النضال والوحدة، التحمت القلوب و توحدت الرؤى، و امتزجت المشاعر الوطنية بأريج الزهور، لترسم حرائر الجنوب واحدة من أبهى صور الحضور النسوي في ساحات الاعتصام، مؤكدات أن المرأة الجنوبية كانت ولا تزال شريكا فاعلا في مسيرة التحرر وبناء الدولة.
فكما كانت المرأة الجنوبية خلال سنوات الحرب يد العون والسند الصادق لإخوانها من الرجال، تعود اليوم إلى الواجهة بقوة، لتقف جنبا إلى جنب معهم في ميادين الكرامة، وتدفع بزخم شعبي واع نحو تحقيق المطالب الوطنية وإعلان دولة الجنوب العربي، في رسالة واضحة لا تقبل التأويل.
حيت شهدت العاصمة عدن اليوم مشاراكات من نساء الجنوب العربي في لوحة وطنية مدهشة جسدت وحدة الصف الجنوبي وتماسكه، واتحاد الهدف توحدت الهتافات والأهازيج الشعبية التي صدحت بها الحناجر، لتوصل رسالة صريحة إلى الرئيس القائد، تؤكد تمسك الشارع الجنوبي بمطلبه الجوهري، والمتمثل في الإعلان عن دولة الجنوب العربي، باعتباره استحقاقا وطنيا لا يقبل التأجيل، وتجسيدا لتضحيات جسام قدمها أبناء وبنات الجنوب على مدى سنوات.
ففي ساحة الحرية والعدالة، حيث التحمت الجموع في مشهد عكس مستوى الوعي الشعبي وعمق الانتماء، مؤكدين أن القضية الجنوبية تحظى بإجماع شعبي واسع.
و شددت المشاركات في كلماتهن و هتافاتهن على أن المرأة الجنوبية ليست عنصرا مكملا للمشهد فحسب، بل قوة فاعلة و محركا رئيسيا في مسيرة النضال، وصاحبة دور محوري في تعزيز قيم الحرية، و ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية، وصون الكرامة الإنسانية.
ويأتي هذا الحراك النسوي الواسع في ظل مرحلة مفصلية يعيشها الجنوب، ليؤكد أن الإرادة الشعبية، رجالا و نساء، ماضية بثبات نحو مولد جديد لجنوب عربي حر، تبنى دولته على أسس الشراكة، وسيادة القانون، واحترام الحقوق، مستلهما تضحيات الشهداء، وآمال الأجيال القادمة.