آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 09:56 م

موقف صعب

الثلاثاء - 24 أغسطس 2021 - الساعة 09:16 م

بقلم: عادل حمران - ارشيف الكاتب

تابعونا على

وجدت احد اصدقائي مهموم على غير عادته، حاولت التحدث معه كان يجاملني لكن ذهنه شارد وجالس معنا جسد بلا روح وبعد ان غادر الرفاق المكان اقتربت كثيرا جانبه وقلت له اخبرني مالك!
*لا شيء وضع البلد وكذا
#لا بيدي ولا بيدك وضع البلد، حتى هادي مش بيده شيء اعرفك قلي شارد اليوم ليش؟
سالته وليتنا لم اساله، اخرج تنهيدة من قاع قلبه و طاف المكان بعينيه قبل ان يقول كلمته التي اخرجها بوجع وقال " مصدووووووم يا عادل "
طيب خير فهمني ايش فيييييك ؟
من صدمك ؟

ياخي حصل موقف تسمرت في مكاني، وجدت اقرب اصدقائي بموقف صعب، استرسل بحديثه وقال: " تخيل اعرفه منذ 15 سنه بيني و بينه عيش وملح و بعدين تدهورت احواله وعاد من الغربة ووضعه صعب للغاية، بحث عن شغل في اليمن لكن لم يتوفق وقبل فتره بدء بشغل في احدى العمارات حارس ويساعد المقاول في بعض الاعمال براتب زهيد لا يقيه واسرته مرارة العوز و الحاجة". عدل جلسته ثم اكمل "رغم ان ضروفه كانت ميسورة واموره طيبة ومعه شغل محترم الا انه تغيرت احواله كثيرا وبات يشتغل اشغال عمره ما كان يحلم انه يشتغل فيها "

قام من مكانه و جلس امامي مش هذا فحسب وصل فيه الحال انه حاول ياخذ بعض الاشياء من العمارة فانكشف امره وتم القبض عليه مالك العماره شافه شخص محترم من ملامحه و تعاطف معه وقال له خلاص اعطني اي شخص معروف يضمن عليك وسيب ساماني والله معك وفجئة اتصلوا علياء توقف واشار بيده الى المكان الذي وجدهم فيه بالقرب من منزله نزلت لهم الى جانب منزلي وكنت اعتقد بان ثمة خلاف حصل بينهم تكلم صاحب العمارة بلغة جافة وقال لي صاحبك سارق واخذ عليا كذا و كذا وبدا يعدد الأشياء التي اخذها توقف فجئة ثم ارتفع صوته.

واضاف يا عادل اقسم بالله توقعت اننا امام برنامج الكاميرا الخفية صاحبي رجل محترم وشخص قدوه ما قدرت استوعب كنت استمع اليهم وانا احاول جاهدا ابحث بعيوني عن مكان ارى فيه مصور ويقولون لي معك الكاميرا الخفية. وضع صاحبي كان صعب و وضعي كان اصعب منه حال الناس اليوم بات متعب الحرب ارهقت الناس و انهيار العملة بدد فرص العيش الكريم امام البسطاء ايضا القرارات المجحفة بحق المغتربين اهانة اسر كثير انا شرحت لك قصة واحدة فقط وهناك آلاف الاسر، المجتمع ينهار يوما بعد يوم ويعلم الله بحال الناس. واصعب موقف يا صديقي عشته لمن غادر الرجل وترك صديقي بجانبي عجزت عن وضع عيني بعينه، حرفيا خجلت ولم تسعفني كلماتي بالحديث معه دخلنا منزلي وكان يرتجف من الخوف والحسرة و الخجل وكنت في موقف صعب حاولت نصحه واخباره بان الحرام ليس طريقه وحاولت تذكيره بسمعته واخلاقه و مواقفه حتى غادر منزلي ولم يغادر قلبي ومنذ ذلك الحين وانا شارد الذهن افكر بحال الناس يا عادل وايضا المصير المجهول الذي ينتظرنا جميعا.

#عادل_حمران
23/8/2021م