آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:36 م

كتابات واقلام


القادم أفضل ، ليس خطابا حماسيا

الأحد - 05 يونيو 2022 - الساعة 01:05 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


يكتبه / جمال مسعود

بعد مرور اكثر من سبع سنوات عجاف اكلت الاخضر واليابس القت بالشعب في حروب ونكبات وازمات سياسية واقتصادية وامنية وعسكرية استنزفت الدم والمال والبنية التحتية ومعيشة الناس هاهو توافق سياسي وصل الى فتحة الكهف وبزغ منه شعاع الأمل يحمل تباشير ذهاب الازمة الطاحنة باعلان تشكيل مجلس قيادة رئاسي انتقلت اليه السلطة بسلاسة وترحاب شعبي واقليمي ودولي كلنا نرقب بتوجس وخيفة الى ماسيؤول اليه الباقي من التفاوض وهو النهائي مع الحوثي والذي لازال يبرح مكانه متخبط لم يعي بعد خطورة عدم التوافق السياسي وتحديه للرغبة الشعبية والاقليمية والدولية بانهاء الحرب ورغبته باستمرار اهراق الدم بين الاهل والاقارب والجيران في حرب لا رؤية واضحة فيها ولا اهداف معينة يسعى لتحقيقها

خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بمناسبة عيد الفطر المبارك قال فيه ان القادم افضل داعيا الحوثيين الى ترك السلاح والدخول في التفاوض الحقيقي لانهاء الازمة واخماد نار الحرب ، خطاب حمل في ثناياه وعود أثلجت صدور اليمنيين في الداخل والخارج بانقاذ البلد من التدهور والانهيار وتحسين معيشة الناس ووضع حد لسقوط العملة المحلية وتخفيض الاسعار وتوفير الخدمات الاساسية وصرف الرواتب المتاخرة ، وعود لامست احاسيس المواطنين واحيت فيهم بارقة الأمل بعودة الابتسامة والافراح من جديد الى ايامهم ولياليهم ،

خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي المليئ بالوعود ان لم يقترن بالبرامج والخطط والنوايا الصادقة كما يبدو ، فلن يقبل الشعب بعد اليوم عذرا لأحد ، ولن يقبل ان تذهب الوعود ادراج الرياح وتعود الامور مجددا بالمعاناة والحرمان والتضييق المعيشي ، سئم حياة الضنك والارهاق النفسي والبدني والفشل المقيم ، لن يغفر الشعب لاي كان ان يمنيه بوعود زائفة ترفعه الى سقف الأماني ثم تلقي به مجددا في اتون كارثة جديدة وأزمة وفشل آخر ،

خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عده البسطاء من الناس فرمانا وقرارا رئاسيا نافذا لايقبل التراجع أو الاعتذار ، وإن اعلان الفشل في اخراج البلاد من ازماتها لم يعد مقبولا ولن يحتمله شعب استنزفته الازمات والنكبات خلال ثمان سنوات واستنفذ كل مالديه من معنويات وطاقات وقدرات على الصبر والتحمل والتقدير ، لقد آن الأوان للقوى السياسية ان تتعلم اسباب النجاح وتبحث عن وسائلها لتتحمل مسؤوليتها الاعتبارية وتقوم بواجبها الشرعي والقانوني والانساني وتزدري خيبة الأمل والفشل الذي لازمته لسنوات ، ووجب عليها اليوم ان تنظر بعين الاعتبار لاوضاع الشعب المزرية ومعيشته الضنكى وتنتشله مما لحق به من ضرر نفسي ومعنوي وتخرجه الى بر الامان ليعيش كسائر الشعوب بأمن وامان وراحة واطمئنان فهو يستحق ذلك لولاها وفشلها ونزوات الانقلابيين