آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:31 م

كتابات واقلام


شبوة والثار القبلي المتجذر والممنهج

الخميس - 16 يونيو 2022 - الساعة 11:24 م

اديب صالح العبد
بقلم: اديب صالح العبد - ارشيف الكاتب


لاشك ان محافظة شبوة بمختلف مديرياتها ومناطقها عانت كثيرا من الثار القبلي المتجذر والممنهج بكل اسف شديد منذو مابعد العام 90م ,ولازالت المعاناة مستمرة تعاني منها شبوة وابنائها حتى اليوم .


لقد عمل نظام صنعاء مابعد الوحدة في العام 90م لتقسيم القبائل للسيطرة عليها , واستنساخ حتى مشائخ القبائل , للعمل لاستبعاد كل شيخ سيعارض توجهاتهم , وايجاد بدلا عنه ودعمه وتمويله , حيث انتهج نظام صنعاء مبداء دعم القبائل لقتال بعضها وتصفية الخصوم السياسين بطريقة الثار القبلي , وتحويل حتى القضاياء الجنائية البسيطة. الى ثار قبلي , من خلال عدم تدخل الاجهزة الامنية في القبض على المجرمين في جرائم القتل , ليس بين القبائل فحسب بل حتى بين الاسر البسيطة , وتقديم القتله للمحاسبة , لينال كل شخص مااقترفه من جرم .


لايستطيع احد ان ينكر ان نظام صنعاء حرص بكل اسف شديد حتى بعد العام 94م الى اشعال فتيل الثار القبلي , وتحويل ابناء القبائل في شبوة الى مقاتلين , وابعادهم عن مواصلة تعليمهم في الكليات , وصرف انظارهم عن الثروات التي تنهب , كما انهكت القبائل المتقاتله اقتصاديا من خلال تحويل مدخراتهم لشراء اسلحة بمختلف انواعها للمواجهات مع خصومهم وايضا للمغارم القبلية التي يدفعونها في الاحكام القبلية عند احتكام القبائل عرفيا مع بعضهم البعض .


لقد خسرنا الكثير من اخواننا وزملائنا من انبل واشهم واروع الناس كانو وقود للثار القبلي , بكيناهم حينها , وظللنا نبكيهم وسنبكيهم, فحياتنا ارتبطت بهم من الصغر, فكل يوم ياتينا خبر عن مقتل صديق او عزيز علينا ذهب الى جوار ربه بسبب مشاكل الثار القبلي , اطفال صغارا ييتمون , ونساء ترمل , وثقافة الحقد والكراهية والانتقام تتجذر في الصغير قبل الكبير , بحيث يصبح هدفه الاساسي في الحياة هو الانتقام والثار لوالده او غيره لاغير , وعندما تسنح له الفرصة للثار مهما كان حريص ان ياخذ بثاره فقط الان انه ياخذ بثاره وياخذ اكثر من ثاره فيتحول من صاحب حق الى مطلوب محكوم عليه بالاعدام تحت التنفيذ , ليعيش معظم حياته ملاحقا , ومن ثم يتم قتله فيما بعد , وتورث نفس الماساه لاولاده .

لايستطيع احد ان ينكر ان الثار ينمو ويتجذر في اي منطقة تغيب فيها الدولة وهيبتها , حيث تسود ثقافة الغاب , وثقافة الطارف غريم , كما ولا يظن احد ان انها الثار القبلي يعتبر بالامر السهل , فمن الصعب ان تخاطب احد وتطلب منه التنازل عن دم ابيه او اخيه, برغم ان هذا ليس عيبا اطلاقا , فمن احيا نفسا فكانما احيا الناس جميعا والعكس .

اليوم مازالت شبوة فريسه للثار القبلي , وهو شبح يهدد السواد الاكبر من ابناءها , وللاسف الشديد ان شبوة ايضا كانت فريسه للمعمعه السياسية ايضا , وتصفية الحسابات السياسية بين ابنائها , فاليوم شبوة وابنائها بامس الحاجة لتعزيز اللحمة , وتجسيد مبداء التصالح والتسامح , ونبذ ثقافة الحقد والكراهية, وطي صفحة الماضي بكل سلبياتها ,وتعزيز مبداء الحوار , ونبذ مبداء الاحتكام للعنف عند الاختلاف , وثقافة الاقصاء والتهميش , والتوجة لبناها وتنميتها , والاستفادة من خيراتها وثروتها , ومد جسور المحبة, والتاخي , وتضميد الجراح المثخن , واعطاء الفرصة للشباب لادارتها , والتوجه نحو الكليات , وحصر الثار القبلي في مكانه, والعمل لمنع استفحاله وانتشاره, وهذا ياتي من خلال الصلح القبلي بين القبائل المتقاتله لسنوات معدودة, على ان تقوم السلطة باستغلال فترة الصلح بتشكيل لجان في المديريات , من المشائخ والاعيان والمثقفين والعلماء ورجال الدين والاكاديمين , تسخر لهم كل الامكانيات للنزول للعمل لحل مايمكن حله من قضايا الثار القبلي , على ان تخصص الدولة مبالغ مالية لحل مايحتاج الى حله بالمال .