آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 10:28 ص

كتابات واقلام


لنقول الحقائق بصوتٍ عال قليلاً

الأربعاء - 27 يوليه 2022 - الساعة 04:24 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* عندما نُبسط أمامنا خارطة الأحداث على جغرافيتنا ، يتبدّى لنا فيها مهادنة التحالف وميوعة مواقفه مع الطرف الشمالي ، فهم لم يقاتلوا الحوثي ولاعزيمة ولانيّة لديهم لقتاله ، وهم يتعايشون معه بكل وئامٍ وسؤدد ، إذاً أصبح وجود التحالف هنا والحرب مع الحوثي فريّةٍ وكذبة ، وهي تسيرُ وفق سيناريو رسمه اللاعبون الدوليون ، وهذا لايغيب عن عين الحصيف ولاشك ، حتى موجة إرسال مقذوفات الصواريخ والدرونزات نحو التخوم السعودية يحركها نفس الكنترول !

* من مخرجات الأحداث في جغرافيتنا ، والتحالف يفرض علينا الشماليين ليحكمونا وكل أرضهم محتلة ، وهم يعبثوا وينكلوا بنا كدأبهم ، والإنفاق عليهم كسلطة عبثي ، ولاحظوا أنه يُنفق على البرلمان المهاجر وغير الشّرعي وغير المفيد بفلسٍ واحد على البلاد مبالغ فلكية ، وراتب النائب منهم 700ألف ريال يمني شهرياً ، وسفرتين في العام للعلاج وخلافه ! ونحن نتضوّر جوعاً وفاقة ، وكل هذا بنظر هذا التحالف وامام عيونه .

* للتحالف رؤىً وقرارت تُطير الصواب ، وهو يتّخذها لكسرِ شوكتنا كجنوبيين غالباً ، فمثلاً : لماذا يصرٌ على دمج قواتنا المسلًحة وجيش الشمال المُهتريئ تنظيمياً وعسكرياً ، ولاعقيدة قتالية لديه ، وكل همّه نهب وإستنزاف المخصصات المالية للبلاد وحسب ، وانظروا لحربهم مع الحوثي لسبع سنوات ، فلماذا يصر التحالف على ذلك ؟ حتى الموقف من إقتصادنا الجنوبي المنهار بسبب السلطة ، فهذا التحالف يظهر مُتجنّيا مستهدفاً لجنوبنا ، وكذلك في كل خدماتنا الأساسية .

* ثم أين هي عائدات نفطنا ؟ وكل سفينة تغادر موانئنا محملة بإثنين مليون برميلاً ، وهذا كافٍ لإنعاش إقتصادنا ، وللصرف كمرتبات لقدامى عساكرنا وأسر شهدائنا الذين لهم أكثر من عشرة أشهر بدون مرتبات ، وهم يتضورون جوعا وأسرهم ،وكذلك لمرتبات الأحزمة الامنية والنخب الذين يتسوّلون رواتبهم اليوم وكذلك رواتب لبقية الموظفين في الجنوب ، لكن رأس السلطة يبدي كل إهتمامه فقط بمتابعة صرف مرتبات الموظفين الشماليين الذين تحت الحوثي والنازحين الشماليين في الجنوب ، وهذه هي السلطة التي جاء بها هذا التحالف !

* يفرح كثيرون منّا وقيادات الإنتقالي بالأحزمة الأمنية والنخب الجنوبية ، ونتباهي بأنها قواتنا المسلحة الجنوبية ، وهي فعلا منضبطة وبعقيدة عسكرية ، والرجال أشاوس ومقاتلين بفدائية ايضاً ، ولكني أقول أن من يفرض علينا بقاء هذه القوات على أساس مناطقي ( حزام الصبيحة - حزام الضالع - حزام أبين - نخبة شبوة .. إلخ ) فهو يضع لنا ألغاما ومتفجرات في جسدنا الجنوبي ، وكما في سوريا وليبيا ، وكلٌ ذلك لأنه يتحمل الصرف على رواتبهم ، والحقيقة تقول لنا أن بقاء قواتنا بهذا الشكل المناطقي ، فهو يجعل منها مجرد تجمعات مليشاوية ليس إلا ، ولأن أي جيش في أي بلد هو خليط وطني من كل البلاد ، وفي كل الوحدات العسكرية ، وكما كان جيش جنوبنا السابق ، إذا هنا لانية طيبة لهذا التحالف تجاهنا .

* لذلك علينا أن نحدّد موقفا صريحاً وواضحاً لما يجري على جغرافيتنا ، ونفصل في موقف هذا التحالف معنا ، أو هو يشتغل وفق أجندات خارجية مرسومة له ، والأخير هو الرّاجح بحسب كل المعطيات على الأرض ، ولا مراوغة ولا بين البين في هذا الأمر ، وعلينا كجنوبيين أن نكون دقيقين في تعاطينا مع الٱخر ، ولأن المسؤولية على جنوبنا وقضيته هي وطنية وتأريخية ، ودعونا من التّضخيم والتطبيل إزاء هذه الأمور .

* نحن شعب جنوبي هدفنا إستعادة دولتنا ، وهذا حقنا ، ولأن الشمال اليوم بيد الحوثي / إيران ، وواهمٌ ويحلم من يفكر أنه سينتزعه منهما ، كما لا أمل مطلقاً في إستمرار التّوحد معهم وقد تشيّعوا ، وهذا فوق كل ماحدث ويحدث لنا منهم ، كما شعب الشمال مبطوح ولن يقاتل الحوثي / إيران ليحرر أرضه ، ولذلك علينا أن نقف بوضوح أمام هذا الشأن ، ونضع للكل المُحددات التي أسلفنا ، فإما أن يكون التحالف منصفا أو ليبتعد غير مأسوف عليه ، ولن نظلّ عبيداً أو رهناً للٱخر ليتحكم بنا ، ولدينا مستمسكات قوية على الأرض ستجبر العالم كله ليستمع لصوتنا ، وأولها إرادتنا وثباتنا على الأرض ، وباب المندب منها ايضاً .

* نحن لن نموت جوعاً بغياب هذا التحالف ، فقد رحلت بريطانيا وخزينتنا فارغة ، وصبرنا وأقمنا دولتنا حتى وقفنا على أقدامنا ، ومهما إعتور مسارنا من عثرات ، ووالله أنها لجريمة أن تسقط كل هذه القافلة من الشهداء في جنوبنا ، ونظلٌ بيد الٱخرين يتحكّمون فينا ويقررون لنا مانعمله ومالانعمله ، ونحن شعب جنوبي صلب المراس ، وأمسنا يشهد بهذا ، ولذلك هم يصرون على إذلالنا وتركيعنا ، أو تذويب وجودنا بإصرارهم على إستمرار هذه الوحدة البغيضة مع الشمال الذي تمرّغنا ونتمرغ معه في أوسخ أوحال الأرض ، أليس كذلك ؟

✍️ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .