آخر تحديث :الأربعاء - 27 سبتمبر 2023 - 01:59 ص

كتابات واقلام


أنتم ماذا تريدون من المعلم .. !؟

الإثنين - 01 أغسطس 2022 - الساعة 11:09 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


يكتبه / جمال مسعود علي

لم يعاقب المعلم لو صرخ مطالبا بحقوقه ، اكثر من سبع سنوات عجاف مرت بحياتنا كمعلمين اختلت فيها ميزانياتنا الاسرية وتدهورت فيها أوضاعنا المعيشية واصبنا بالعجز عن التفكير بمعالجة هذا الوضع ، معلم اضطر ان يفترش آلأرض ويجمع كتبا كانت قيمة لديه يوما ما ليبيعها في السوق وهو متكىء على حجر مغطاة بكرتون في ركن الشارع على استحياء وهو يقرا واحدا من كتبه المعروضة للبيع ، لا لشيء وانما من قلة حيلة وضيق ذات اليد ، واخر يحمل صندوقا زجاجيا فوق جاري متحرك يضعه في قارعة الطريق ويلحق به ولده الصغير ببعض من منتجات البيت المطبوخة بمشقة ودموع ، ويجلس وولده وسط الحي والأطفال يجرون ويلهون ويرمون بالكرة تصل نحوه ويدفعها نحوهم بقهر يجذبهم نحوه ويستعطفهم ان يشتروا من عنده بضاعته الكساد ، واخر يضع ميزان رقمي على آلأرض وهو يهتف وزززززن شوف كم وزنك ، ليستقيم احدهم ويضع أقدآمه بين يديه فوق الميزان والاستاذ يقرا له الوزن ،
حالات نعرفها لانستطيع ذكرها بمقال مخافة ان يقرأها من نعنيه فنجرح مشاعره المجروحة دوما ،

لماذا كل هذا العناء وجرح مشاعر المعلمين وقهرهم طالما وان للدولة موارد تصرف بعضا منها لفئة كبار المسؤولين وتنفق عليهم بسخاء وتبذير بلا حصر، لماذا يهان المعلم ويهمل ولايلقى له بالا ، قد يتمتع الوزراء ومدراء المكاتب والادارات وملحقاتهم بامتيازات وظيفية ومالية تنسيهم معاناة المعلمين ، اضطر المعلمون وبتلهف للتعامل مع نداءات الاحتجاجات والاضرابات عام بعد عام ليس من تهرب وتسيب وتغيب بل من غصة خنقت قلوبهم لابد من اخراجها فتراهم يصرخون بصوت عال ودموع غزيرة ، رأيناهم معلمون ومعلمات بهذه الحالة في وقفة المعاشيق عندما أطلق في وجوههم النار بغباء وتهور من بعض العسكر الانفعاليين الابرياء ,
لم تستجب الحكومة لمطالبهم رغم شكواهم وصراخهم وذرف دموعهم قهرا !! فماذا يفعلون ..؟ صبروا ، آثروا ، تنازلوا ، ضحوا ، جاملوا ، نافقوا ، اضربوا ، احتشدوا ، صرخوا ، بكوا قهرا ، لم يعرهم احد اي اهتمام ولم يبالي بهم لارئيس ولاوزير ولا جار ولا نصير، . ماذا يفعلون . ؟ وطلبات اولادهم كطلبات اولادكم ، ومرض اولادهم كمرض اولادكم ، هم اليوم على مشارف عام جديد هو العام الثامن على التوالي في رحلة معاناة المعلمين .. لم تعاقبون المعلم عندما يصرخ مطالبا بحقوقه ، قد يحتج ، قد يضرب عن العمل ، قد يمتنع عن تعليم ابناءكم ، فقد ترك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوبكر الصديق عمله في خلافة المسلمين محتجا على الخزينة العامة للمسلمين عندما ازهدت في راتبه كخليفة للمسلمين وابخسته ، فجاء الناس مقر الخلافة يبحثون اين خليفة المسلمين . ؟ غاب لايام ثم وجدوه في سوقه يبيع البز ، فقالوا له لم تركت مكان الخلافة يا أبابكر .. ؟ قال مالي وللخلافة .. من اين اطعم اولادي وماتعطوني اياه لايكفيني ، ولدي عيال وافواه اعيلهم . فبكى عمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح . فاعتذرا له ، ثم قرر عمر ان يرفع راتب الخليفة حتى رضي ابوبكر الصديق رضي الله عنهم اجمعين ، فعاد الى الخلافة . هذا خليفة رسول الله يمتنع عن العمل لان راتبه لايكفيه وأولاده .. الا يحق المعلم وقد سقط راتبه الى ادنى مستوى في العالم فهو يستلم مايساوي 3600 ريالا عربيا في السنة ، يستلم احدهم ضعفها مرتين في الشهر ، الا يجب عليه ان يصرخ فقط يصرخ أو يحتج ويضرب عن العمل يوم أو يومين كي تستجيبون له ، ماله ولكم اذا لم تقدروا وضعه وتستجيبوا لمناشدته وتلبوا مطالبه في يوم او يومين او شهر او شهرين او عام او عامين ، لقد اقترب موعد العام الثامن من الاحتجاج وانتم عنه غافلون ، أنتم ماذا تريدون من المعلم .. ؟