آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:48 م

كتابات واقلام


احذروا ان تخذلوهم

السبت - 17 ديسمبر 2022 - الساعة 09:34 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


كان صباحا طريا تغلب على محياه بقع الظل على بقع الشمس استيقظت باكرا على نداء وعد نمت عليه.

كانت وجهتي حسب بطاقة الدعوة التي تلقيتها من أكثر من زميلة وزميل ومع علمي بأن من تطوعوا بدعوتي ليسوا مخولين رسميا بدعوتي وان مادفعهم إلى التفضل بدعوتي الا ليعلموني أنهم مدعوين ، الا أنني لم اعول في التدقيق بهذه الجزئية كثيرا ولم اجد في نفسي ما يجعلني اقع تحت طائلة التحسس.

خصوصا وأن الدعوة تتعلق بأمر كنت قد بدأته مع نخبة من الإعلاميين من اوله ولم يزل بعد مجرد فكرة يتطلب العمل على المضي بها قدما الكثير من التشاور والبحث والمداولة وتبادل الرائي لكي تختمر وتكتمل وتظهر إلى النور .

أنها فكرة أن يكون هناك إطار أو تنظيم أو تجمع يعني ويهتم ويشتغل على هموم وحقوق ومطالب الصحافيين والإعلاميين في المدن والعواصم الجنوبية؛ ويعمل على تمكينهم من استعادة أجهزتهم المنهوبة والمصادرة والمغيبة من اي دور لها ولمنتسبيها من إذاعة وتلفزيون وصحف والذين ماانفكوا يعانون من الإقصاء والتهميش منذ أمد ليس بالقصير يعود إلى أكثر من ثلاثين عاما من عمر الوحدة المستلبة والمغدور بها ومازالت إلى اليوم .

وهو العجز والتراجع والاستلاب الذي طال لينهى معه أيضا اي دور حقيقي أو حظور فعلي لنقابتهم (نقابة الصحفيين اليمنيين) التي لم تعد قادرة على أن يكون لها صوت فاعل واحد وتحولها إلى مجرد القاب للتبجح والتكسب.

حقيقة واقعة وملموسة يعلمها ويقر بها الجميع .كانت بما انتهت إليه هذه النقابة من تردي وعجز وغياب هو الدافع المنطقي والصائب الذي وقف ويقف وراء نضوج مثل هذه الفكرة الملحة التحقق من خلال تشيكل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاول للصحافيين والإعلاميين الجنوبيين الذي لاينطلق في جنوبيته من منطلق جهوي مناطقي كما يحب أن يتخيله البعض وانما ينطلق من مناطلق مكاني وجودي مهني. وهذا ما أكدت عليه كلمة الزميل الأستاذ عيدروس باحشوان نائب رئيس اللجنة التحضيرية والذي استمعنا إلى جانب كلمته كلمات تصب في نفس الاتجاه المبشر .
حقا لقد بعث فينا حضورنا إلى اللقاء التشاوري لصحافيي وإعلاميين العاصمة عدن والذي يأتي على طريق انعقاد المؤتمر الأول لا املا يستحق أن نعمل سويا من أجله وانما أثرا جرى غرسه عميقا في اوردتنا ببروز تحد اخر تمثل في الطابور المشارك من طالبات لمدارس عدن الآتي اتين لتحية اللقاء ولاتي كن زهرات باسقات وانجما زاهيات أخذن يشبعن الفضاء من حولنا حبورا وزهوا وانوارا رسمتها خطواتهن وشكلتها حانجرهن التي تسللت إلى اعماق جوانحنا توقض فينا حب الحياة.

انهمرت ادمعنا من مآقينا واحتشدت اكفنا تعاهد مصدقة مطالبهم بغد اجمل واغني وأجزل...لا ادري كيف صرخت بكل صوتي حينها مغالبا الدموع ..احذروا ان تخذلوهم.. وانصرفت بعدها مغادرا القاعة مع جموع المدعوين تاركين خلفنا اللجنة التحضيرية لتنجز ماتعد.