آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 03:46 م

كتابات واقلام


ولنا في نقابتكم عبرة ، اعلاميو الجنوب

الخميس - 19 يناير 2023 - الساعة 11:20 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


كان لي الشرف بالمشاركة كمندوب من العاصمة عدن في المؤتمر الأول للصحافيين والاعلاميين الجنوبيين . وهناك في جلسات أعمال المؤتمر أخذت دروسا قدمها لنا نخبة من الكوادر الاعلامية والصحافية رغم اختلاف وتنوع أدوات الكتابة والنشر لديهم ، وجدت في قاعات وجلسات المؤتمر عدد لاحصر له من الكفاءات الاعلامية والصحافيين فلم استطع الفرز والتمييز بينها، فهناك مزايا وسمات تجدها عند هذا واخرى في ذاك .

قاعات المؤتمر احتضنت كوادر يحملون معنويات مرتفعة وهمم عالية ونوايا صادقة ورغبة شديدة في صناعة حدث كبير في عدن يحيي الكيان النقابي للاعلاميين والصحافيين وينعشه من جديد ويضعه في سكة القطار لينطلق من جديد في مرحلة هي من اصعب المراحل في تاريخ الاعلام والصحافة الجنوبية التي ذاب وتحلل روادها في محاليل الابادة والتهميش والاقصاء اليمني طيلة ثلاثة عقود حجزتهم فيها حوائط الصد الاعلامية اليمنية عن الزمن وعطلت ادواتهم ومنابرهم واغلقت امامهم القنوات والاذاعات والصحف والمواقع لا لعدم الكفاءة والمهارة فهي بغزارتها تتدفق في اعلاميي الجنوب ، لكن لانهم اصحاب السبق في التميز والشهرة باقلامهم وصفحاتهم وكاميراتهم واصواتهم الشجية في الشاشات وعبر الاثير .

من رحم هذه المعاناة ومن حيرة المؤتمر في اختيار القائد النقابي للاعلاميين والصحافيين في الجنوب من بين المئات التي لا يختلف بعضهم عن بعض ، الا ان التوافق وسلامة النية وتعزيز الثقة الجمعية بوحدة الهدف وافق البعض على مقترح البعض وبارك الجميع لنجاح الجميع وانتثرت في ارجاء قاعة المؤتمر تهاليل الفرحة بالاعلان عن نتيجة المؤتمر العام الاول للصحافيين والاعلاميين الجنوبيين باختيار الاستاذ عيدروس باحشوان نقيبا للصحافيين والاعلاميين الجنوبيين وهو منبر وقلم كامثاله من المئات في القاعة لكنه شوكة الميزان للصحافة والاعلام التي رفعت اصوات انصاره ومحبيه باعلانه نقيبا واحرجت خجلا احتجاجات المحتجين على آلية عمل المؤتمر ليتحول الاحتجاج الى احتفال ملأ القاعة بأكملها ، صوت تردد بقوه وتجاوز صداه خارج قاعة المؤتمر ليصل مسامع الجنوب من المهرة الى باب المندب ان الصحافيين والاعلاميين الجنوبيين قد نصبوا لهم نقيبا يمثلهم ونقابة تحمل قضاياهم وتدافع عن حقوقهم ، وكانوا بذلك قد ارسلوا لنا في كل النقابات العمالية والمهنية درسا من دروس التوافق الجنوبي الجنوبي القائم عل تغليب المصلحة العامة والتطلع الى السمو والارتقاء بعيدا عن الذاتية والانوية والفوقية والمناطقية والحزبية والشللية وكل المظاهر الفئوية والجماعاتية لتنبذ من على منصة التتويج وتعلن بصدى صوتها عن الوطنية والشعبية الجنوبية كنقابة للاعلاميين والصحافيين الجنوبيين كاملة شاملة مظلة للجميع على مقاس الكل وتتطابق مع كل الاذواق فيها مغناطيس ايجابي يجذب جميع الاقطاب الاعلامية والصحافية الجنوبية بالوان الطيف المختلفة واضحة المعالم ترى كعين الشمس اسمها نقابة الصحافيين والاعلاميين الجنوبيين ، هي درس من دروس التوافق الجنوبي وعبرة لكل النقابات العمالية والمهنية الاخرى التي لازال البعض منها تعاني من النزاع البيني المصاب بذاء الانوية والذاتية الشخصية والفوقية الوظيفية، نقابات لابد لها ان تضع جلسات التحضير والاعداد والاشراف والانعقاد للمؤتمر العام الأول للصحافيين والاعلاميين الجنوبيين امامها وتأخذ منه درسا تسلك من خلاله طريقا للنجاح عبر التوافق والعمل المشترك وتقارب وجهات النظر والاتفاق على القواسم المشتركة فيما يحقق الاهداف العامة للقضايا الوطنية والحقوق النقابية والعمالية ليتشرف الجنوب وطنا لنا بنجاحات مكوناته المدنية كنجاحات قواه العسكرية والامنية التي تحققت ولازالت تتحقق على طريق تحرير الارض الجنوبية واستعادة الدولة المنشودة.