آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


من ذاكرة الجنوب.. في مواجهة الإرهاب (2)

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - الساعة 11:09 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


لقد فطنت القيادة السياسية للجنوب من اللحظة الأولى من تاريخ التوقيع على مشروع الوحدة إن علاقة التنظيمات الإرهابية بالعنف العام في اليمن متينة تماماً، وهي قائمة منذ تشكلهم كقوة سياسية رئيسة في البلاد تعتمد أيديولوجيتها على وجود نقيض مستمر، “علماني”.

وبعد تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد شركاء الوحدة مما أدى على استشهاد 156 قيادي من أبناء الجنوب بواسطة تلك العصابات الاجرامية مما أدى إلى المواجهة معهم بالقانون وكانت وثيقة العهد والاتفاق هي السبيل الوحيد لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية، وعقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق ألقى السيد الرئيس علي سالم البيض كلمته المشهورة قائلا: " الحمد الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدنا الله، رمضان مبارك واتفاق مبارك أن شاء الله وجهود مباركة ويسعدني في البداية أن أكرر الشكر لأخينا العزيز الملك حسين بن طلال وكل أبناء الأردن الحبيب قيادة وشعب، يشرفنا أن تحتضن عمان هذا اللقاء المبارك أن شاء الله؛ لتكون هناك محطة جديدة في اليمن.

الحمد لله تم التوقيع على هذه الوثيقة ورغم الجروح، لكن جرح الوطن أغلا وأكبر علينا ويهون كل شيء من أجل الوطن، صدقنا وجدنا سيظهر الغد عندما نعود هناك، المهم هو التطبيق حين نعود من هنا، لابس هذه المرة حاورنا بالكلمات بدل الطلقات وحوار العنف واحتكمنا للأجماع الوطني، وقعنا على هذه الوثيقة وهي وثيقة الوطن ونقول اليوم هي وثيقة الوطن وعلى بركة الله نمد أيدينا للجميع ونعمل على تنفيذها؛ رغم تحفظنا واحساسنا بأن هناك صعوبات للتنفيذ من خبرة الماضي ولكن دعونا نتفاءل ، وعلينا أن نكون دائما متفائلين وهذه وثيقة الصادقين ونتمنى من الله أن نتوفق في تنفيذها مع آلامنا فالآن أمامي الشهيد ماجد مرشد والشهيد هاشم كامل والعطاس، لكن الوطن أغلا منهم جميعا وعلينا اليوم أن نضع بلدنا فوق كل الاعتبارات والذاتيات ونتمنى من الله التوفيق مع كل المخلصين في الوطن.

والجديد اليوم هي هذه الورقة وثيقة الإجماع الوطني الواسع الذي ساعدنا إلى إعداد هذه الورقة في سبيل حل الأزمة ونؤكد على أهمية ما وصلنا إليه ونمضي على بركة ونمشي وعيلنا ترشيد الوعي الوطني وعلينا أن نعتمد العقل لكي ننتج المعرفة ونعطي للعواطف حجمها فنحن بشر وعلى بركة الله، وصوما مقبولا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رغم تلك الكلمة المفعمة بالأيمان والوطنية والتوحيد والعقيدة والاتكال على الله الذي تردد بنسبة 70% في خطاب السيد الرئيس علي سالم البيض لم تتعظ القوى الإرهابية والتكفيرية لهذا التوقيع وهذا الخطاب فسعت وسعوا بكل جهدها في إصدار الفتوى التكفيرية ضد شعب الجنوب أرضا وإنسانا وأعلن الحرب في 27 ابريل 94م ، وغزا جهاديو الشمال اليمن الجنوبي، متسلحين بفتوى دينية تبرر قتل الكفار الاشتراكيين في الجنوب. وقد صدرت تلك الفتوى عن وزير العدل اليمني الشمالي التكفيري عبد الوهاب الدليمي والداعية التكفيري عبد المجيد الزنداني، رفيق أسامة بن لأدن وعبدالله عزام، ومباركة كل القوى اليمنية الموقعة على تلك الوثيقة المغدور بها وإليكم نص الفتوى: �إننا نعلم جميعًا أن الحزب أو البغاة في الحزب الإشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة، ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طيلة خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات، هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين، هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فأخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل، وهنا لا بد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر: "أجمع العلماء أنه عند القتال، بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه إذا تترس أعداء الإسلام بطائفةٍ من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتترس بهم، مع أنهم مغلوبٌ على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض. إذا ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح، هذا أولاً.

الأمر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً ...".
للحديث بقية...
العاصمة السياسية عدن
8 – فبراير – 2023م