آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 01:50 م

كتابات واقلام


التمدن بين القول والفعل .. عدن انموذجا

الثلاثاء - 21 فبراير 2023 - الساعة 08:25 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ربما تهيأ لعدن مالم يتهيأ لغيرها من المدن اليمنية وغير اليمنية من المدن المجاورة أسباب أن تصبح حاضنة لنشوء وقيام مجتمع مدني.

يقر بالتنوع والتعايش وينشد مبداء العدالة والمساواة والاحتكام إلى النظم والقوانين والالتفاف حولها وعدم التفريط بحمايتها.

كما أدى هذا التآلف المدني إلى قيام دولة مدنية (نظام سياسي)يكفل حماية وتطبيق القوانين وتأمين وتعزيز النظام وسبل العيش الكريم ، تمثل في مجانية التعليم من الابتدائة إلى ما بعد التعليم الجامعي اضافة الى مجانية التطبيب كما استطاعت أن تخفض معدلات الأمية الى ادني مستوياتها من خلال أنشأ مؤسسة مجهزة بكل الوسائل للقضاء على الأمية كما سنت قوانين تقر بحق المواطن بالعمل والسكن والعيش بسلام دون أن تغفل عن رعاية الأمومة والطفولة وتشجيع ودعم وتسهيل ظهور وتطور الأنشطة الفنية والثقافية من مسرح وسينماء وإذاعة وتلفزيون وصحف يومية واسبوعية ودوريات ومجلات شهرية وفصلية وسنوية في
مختلف التخصصات الأدبية والفكرية والبحثية.
كما شجعت ودعمت واختفت بوجود وتكون انشطة وكيانات مدنية نقابية كاتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين واتحاد الفنانين .. الخ .

كماحرصت على تضمين المخططات السكنية والمخططات التوسعية بحدائق والعاب الاطفال والمتنفسات العامة والقائمة في هذا تطول خصوصا في حجم ونوع المؤسسات الصناعية والإنتاجية والخدمية.

وهنا وبعد أن تقادم الزمن على الاطاحة بهذه الدولة المدنية وقبل ان يتساءل سائل اين ما اتحدث عنه وكيف انمحى وأصبح اثر بعد عين وقبل ان يذهب البعض إلى أقرب المخارج ويقول إنما كان كل ذلك وجودا هشا لم يستطيع الصمود واستسلم للضياع والتلاشي.

الا ان الحقيقة الواضحة تقول عكس ذلك مشيرة إلى جملة من العوامل الخارجية والداخلية التي نشطت منذ اوقات مبكرة لوقف تقدم وبقاء هذه الدولة حتى تسنى لها في مطلع العام ١٩٩٠م والى اليوم بالشروع في تنفيذ مراميها عبر تحالفات دولية وإقليمية

وقد تمكنت هذه القوى إلى الوصول إلى تحقيق أهدافها ومازالت تعمل على إزالة وتحجيم اى عوامل أو مقومات كامنة لاستئناف نهوض هذه الدولة المدنية من جديد مستندة إلى جذور تاريخية وموروثات فكرية إنسانية.