آخر تحديث :الأحد - 21 ديسمبر 2025 - 06:26 ص

كتابات واقلام


الطبخة السياسية بين الشًرعية الجديدة والحوثي الى اين ؟

الأربعاء - 21 يونيو 2023 - الساعة 09:07 ص

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


في المشهد العسكري والسياسي بعد انقلاب تحالف الحوثي وعفاش على الشرعية ومطاردتها في الجنوب انجز الجنوبيون مهمة تحرير ارضهم ودخلوا مع التحالف في تحرير الساحل الغربي حتى مشارف الحديده لكن اصبح الجنوب الخاسر الاكبر بينما الشرعية القديمة التي اسندت اليها قيادة عملية تحرير صنعاء لم تستطع ان تنجز مهامها وبالكاد استقرت في مديريتين في مارب ومثلها في تعز واهدت للحوثي جبهات بكاملها ووضعت تحت تصرفه مناطق لتهريب اسلحته.

استوطنت الشرعية الجديده عدن على امل ان تقوم بواجبها الوطني بحشد القوى والوسائل لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وفي نفس الوقت تقوم بتوفير الخدمات للمناطق المحرره ودفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين لكنها لم تعمل شيىء لا في هذه ولا في تلك بل اجتهدت في اصدار القرارات الهادفه لاحكام السيطره على مفاصل الدوله في الجنوب وفي نفس الوقت محاصرة الجنوبيين في خدماتهم ورواتبهم وتعطيل اية مشاريع مخصصه لهم من المجتمع الدولي واصبحت هي المتحكمة بالبلاد والعباد .

الشرعية الجديدة صرفت النظر عن ما يجري في صنعاء واصبحت تستجدي السلام من الحوثي وتقدم له التنازل تلو التنازل وهو يزداد شراهة في طرح المزيد من الشروط وكل تلك التنازلات على حساب الجنوب وكل هم الشرعية توجيه الته الاعلامية الضخمة لاذكاء الصراعات الجنوبية التي عفى عليها الزمن وتتغاضى عن ما يعمله الحوثي من تغيير جذري للخارطة الوطنية والمناهج التعليمية وتثبيت منهج سياسي مختلف عن الواقع اليمني واعتبار النخبة الحوثية قناديل بينما الشعب يكل طوائفه زنابيل وتشير الوقائع بان كل تصرفات الشرعية الجديده والحوثي تتقاطع في معاداة الحنوب لاحكام السيطره عليه وظهر ذلك من خلال الكثير من الوقائع منها الموافقه على شروطه المجحفه والى فتح المطارات والموانيء دون اي مقابل مما يعني رفع الحصار على الحوثي بينما تحكم الحصار على الجنوب وقامت برفع سعر الدولار الجمركي على ميناء عدن متزامن مع فتح ميناء الحديده الذي سعره هناك اقل عما هو في عدن وكذا دفع المنظمات الدوليه للعمل في مناطق سيطرة الحوثي بايعاز من رئيس الوزراء كون عدن غير امنه حسب قوله وهناك العديد من الشواهد التي تتغاضى الشرعية الجديده عن المطالبه بها واعادتها الى عدن عاصمة الشرعية واكبر مثل فاضح هو غض الطرف عن توريد ايرادات شركات الاتصالات وهيئة الطيران المدني السماح للتجار الكبار بتوريد ضرائبهم الى البنك في صنعاء وعدم سحب مقرات المنظمات الدوليه من صنعاء الى عدن مما يعني كل الدعم الدولي يورد الى بنك صنعاء وكل الشركات النفطيه والغازية العامله مقرها صنعاء وحتى تراخيص حركة الطيران في الاجواء تصدر من صنعاء بما في ذلك اصدار البطاقات الشخصية تتم الموافقه عليها من هناك كما انها تتعامل مع مناطقُ تواجدها في مارب وتعز كوحدات ادارية مستقله تمتلك كامل الصلاحية دون اي تدخل منها غير المزيد من دعمها وباختصار يحكموا الحصار على الجنوب ويتم فتح القيود على الحوثي دون اي مقابل لتثبيت الانقلاب … وهذا يؤشر بان لعبتهم الجديده هو اسقاط الجنوب اقتصاديا سواء عبر التصرفات التي تقوم بها الشرعية او عبر ضرب الحوثي لمواقع تصدير النفط وكلها لعبة مكشوفه ومرسومه بعناية فيما بينهما وكان قرار محافظ عدن بمنع توريد ايرادات عدن قد اثار حفيظة الجميع الشرعية الجديدة والحوثي وحتى كل القوى السياسية اليمنية والقبلية وهذا دليل على ان توجه الجميع هو استمرار بقاء الجنوب كبقرة حلوب … وماذا لو عم القرار بقية محافظات الجنوب ؟ سنتوقع منهم اعلان حرب مكشوفه على الجنوب وظهر جليا بان معاركهم كلها وهمية

العجيب بالامر ما نشاهد اليوم تحرك السلفيين الشماليين للتحريض ضد الجنوب وفي الجنوب كما كان دأب جماعة الاخوان المسلمين الذي تصدروا المشهد قبل وبعد قيام الوحده بما في ذلك اصدار فتوى اهدار دم الجنوبيين كما نشاهد ايضا موقف القوى السياسية بكل مشاربها ايضاً تسير بنفس الطريقه التي سار عليها اسلافهم الشماليين اثناء وبعد الوحده ….كانت الوحدة قبل اتمامها كافره وبعد ان تم احتلال الجنوب اصبحت مقدسه وخط احمر ومن خرج منها فهو كافر هذا هو لب الموضوع
ما هذا التعنت والصلف السياسي الذي ينم عن التعصب الاعمى والعنصريه والاستعلاء الذي لا زال موجه ضد الجنوب ؟ ما هي اسبابه ودوافعه الدينية والسياسية ُ والقبليه ؟ من يفسر لنا الاصطفاف الجهوي الذي يمثل كل الطيف الشمالي شرعية جديده وانقلابيين وورائهم كل القوى والنخب السياسية الاخرى ؟ الا يدرون بان الوحدة انتهت وانهم كانوا هم من بداء في تدميرها ؟ ومع من ستكون الوحده بعد ان يبيدوا شعب الجنوبي وهم لا زالوا مستمرين حتى اليوم ؟ والدليل اصطفافهم الجهوي الشمالي المقيت والذي يتجاهل ان في الجنوب شعب من حقه ان يعيش بسلام وامن واستقرار هذا الشعب الذي قاوم الظلم وطغيان النظام السابق وقاوم الانقلابيين وانتصر عليهم وطردهم من الجنوب الم يكن ذلك درس كان عليهم ان يستوعبوه وان يعيدوا حساباتهم بان للجنوب مالك وهو شعب الجنوب لكن مع الاسف سيظلون بهذا العمى السياسي طالما هناك من لا زال يقدم لهم الدعم من الاقليم والعالم ويشجعهم على هدا الاستعلاء والصلف السياسي ضد الجنوب ويقدم لهم كل اشكال الدعم السياسي.
والمعنوي ولا احد يلتفت الى معاناة شعب الجنوب وعلى استحياء يقدمون له كلام فضفاض وكانهم يقولون له هذا قدركم عليكم التعايش معه

حان الوقت لاعادة الحسابات الخاطئة من قبل النخب السياسية والقبلية والدينية الشمالية والاعتراف بحق شعب الجنوب بالعيش بكرامة ونفس الشيىء ينطبق على الاقليم والعالم عليهم ان يعيدوا النظر في استمرار دعم القوى السياسية الشمالية المتطرفة وان يضعوا حد لهذا الابتزاز ان ارادوا الامن والاستقرار في المنطقة
قاسم عبدالرب العفيف
20/6/2023