آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 11:56 ص

كتابات واقلام


هل ستتمكن الحكومة هذه المرة بتنفيذ القانون المالي بعيدا عن التلكؤ و الحسابات السياسية ؟!

الأربعاء - 30 أغسطس 2023 - الساعة 09:04 م

د. يوسف سعيد احمد
بقلم: د. يوسف سعيد احمد - ارشيف الكاتب


لاتزال مؤسسات الخدمة العامة في عدن والمحافظات الاخرى حتى اليوم تضع مواردها في حسابات جارية لدى البنوك التجارية والإسلامية وشركات الصرافة وهو الأمر الذي وفر مداخل للفساد بعد أن أصبح مدراء هذه المؤسسات الإيرادية لايفرقون بين المال العام والخاص لكن هذه المؤسسات الإيرادية تقع تحت إشراف الوزراء المختصين وهم أعضاء في الحكومة. هؤلاء مع مدراء هذه الهيئات والمؤسسات والشركات العامة يعلمون علم اليقين :
أن القانون
القانون
المالي رقم "8" لسنة 1990
ولائحتة التنفيذية يمنع ويحرم على المؤسسات والهيئات والمرافق الحكومية الإيرادية التابعة للدولة القيام بفتح حسابات جارية لها في البنوك التجارية سواء في الداخل أو الخارج ويلزمها بفتح حسابات جارية لها فقط و حصرا في البنك المركزي اليمني .لكن بسبب التفلت الذي لازال سائدا منذ عام 2015 وربما من قبل لازالت تضع معظم إن لم يكن جميع مؤسسات وهيئات القطاع العام الإيرادية في عدن وكافة المحافظات التابعة للحكومة الشرعية تقوم بتجنيب مواردها بعيدا عن البنك المركزي والاحتفاظ بحسابات جارية لها لدى البنوك التجارية الخاصة بل ولدى شركات الصرافةوالاخيرة التي اصبحت تقوم بوظيفة غير وظيفتها في فتح حسابات العملاء خارج القانون .
و لمرافق القطاع العام وهو الأمر الذي مكن مدراء هذه المؤسسات والمرافق والهيئات والشركات الحكومية الإيرادية من انفاق هذه الموارد العامة دون التمثل للقانون المالي
وانفاقها هذه الموارد بعيدا عن الأولويات وبعيدا عن رقابة الدولة. وهو وضع يعبر على المدى الذي وصل إليه حجم الفساد في منشٱت القطاع العام .
وحتى اكون دقيق فإن هذه الوضع على الأقل وفر البيئة المناسبة المولدة للفساد.
لكن ماهو الجديد في الأمر ؟
الجديد أن الاخ سالم صالح بن بريك وزير المالية في حكومة الشرعية أصدر يوم امس الثلاثاء الموافق29 أغسطس23 تعميم رقم "11"يدعو فيه وحدات الخدمة العامة بالعمل فورا على إغلاق كافة حساباتهم الجارية في البنوك التجارية والاسلامية وشركات الصرافة وعدم توريد الموارد إلا إلى الحسابات المخصصة لها والمفتوحة طرف البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن وفروعة في المحافظات تنفيذا للقانون المالي ولائحتة التنفيذية' والالتزام بأحكام القوانين واللوائح النافذة ذات الصلةمع الالتزام والتقيد برفع كافة الكشوفات للحسابات الشهرية الجارية الممسوكة لدى هذه الجهات مرفق بميزان المراجعة الشهري خلال فترة اسبوع من صدور التعميم.
لكن تعميم وزير المالية الاخير الموجه لوحدات الخدمة العامة الإيرادية لم يكن الاول فهذا التعميم هو السادس تقريبا عدا عن الرسائل التي وجهتها وزارة المالية خلال السنوات السابقة لوحدات الخدمة العامة طالبتهم فيها بإغلاق حساباتهم الجارية لدى مؤسسات القطاع الخاص وتوريد مواردهم إلى البنك المركزي عدن وفروعة لكن مدراء هذه الوحدات لم يكترثواولم يستجيبوا ربما لأن مراكز قوى ظلت تحميهم وتوفر لهم الحماية من القانون والمحاسبة أو أن نفوذهم داخل الحكومة كان قويا. حدث هذا رغم أن مجلس الوزراء في مناسبات مختلفة على ما اذكر هدد باستبدال المدراء الذين لايلتزمون بإغلاق حساباتهم الجارية التي عملوا على فتحها خارج البنك المركزي دون الامتثال للقانون.
ورغم ذلك تجاهل مدراء وحدات الخدمة العامة الحكومة توجيهات مجلس الوزراء كما تجاهلوا مرارا توجيهات وزير المالية .
لذلك يتسائل الناس هل تستطيع الحكومة هذه المرة إلزام مدراء وحدات المرافق العامة الإيرادية في عدن والمحافظات بغلق حساباتهم الجارية المفتوحة لدى مؤسسات القطاع الخاص وتوريد هذه الموارد إلى حسابات طرف البنك المركزي وفروعة تنفيذا للقانون المالي ولائختة التنفيذية والقوانين الأخرى ذات العلاقة غير أنه إذا كانت هناك ظروف موضوعية دفعت مدراء هذه المرافق في السنوات السابقة فإن هذه الظروف انتهت . لذلك وبافتراض عدم التزام هذه الجهات بالقانون واستمرار تجاهل التوجيهات هل سنسمع قرارات حكومية باستبدال مدراء هذه المرافق كما سبق أن هدد مجلس الوزراء في وقت سابق بعيدا عن التلكؤ والحسابات السياسية..
وكأقتصاديين وباحثين ومواطنيين سننتظر ماذا يحدث هذه المرة التي ينبغي أن تكون الأخيرة علما أنه لوحدث هذا التجاهل وبقى هذه الحال في بلد ٱخر يحترم القانون العام لقدمت الحكومة استقالتها بدءا بوزير المالية والوزاء التي تقع سلطتهم المؤسسات الإيرادية وانتهائا برئيسها وارجو أن لايحدث ذلك!.

د.يوسف سعيد احمد