آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 03:40 ص

كتابات واقلام


المجتمع الأقليمي والدولي وأضحوكة بن مبارك

الجمعة - 16 فبراير 2024 - الساعة 08:09 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


لم تعد الأبر التخديرية للمجتمع الأقليمي والدولي أي فاعلية على أجساد وعقول ساسة وسلطات الشراكة، الممثلة بالمجلس الرئاسي الذي يعلم أنه لم ينجز أي تقدم منذ تأسيسه، فمابالك بالمواطن الذي غارق في بحر معاناته الغير مستعطفة من قبل الأخوة في التحالف، ومن تُجار المجتمع الدولي اللذان لم ينجزوا في منزل المناطق المحررة سوى الديمة ( المطبخ )، التي سنوياً يتم قلب بابها إما شرقاً او غرباً وإما شمالاً او جنوباً، متناسين وبعباطة أن مشاكل اليمنيين لاتُحل بقلب باب الديمة، بل بتمويل الديمة بسخاء وتقسيمها بين كل من لديه حق في إسترجاع وطنه .

فإيداع جزء من الوديعة وتعين بن مبارك _ الذي أكن له كل الود والإحترام _ كرئيس وزراء من قبل المخرج العالمي لسيناريو اليمن، ليس لأنهما الدواء الذي سيشفي مرض الوضع المزري ومعاناة المواطن، بل لأن المخرج ( الأمريكي _ الغربي ) أستخدمهما كتنويم مغناطيسي، لعدة سنوات قادمة، والذي بهما سيجمد كلياً العملية السياسية اليمنية أقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ... إلخ، وأيضاً تأجيل محادثات السلام اليمنية _ اليمنية حتى يبقى الوضع الحالي كما هو، إلى حين عودة الولد المدلل _ الحوثي _ لأمريكا والغرب من لعبة البحر الأحمر وصواريخ القطن الناعم .

الولد المدلل الذي بالأمس البعيد قال عنه وزير الدفاع السابق الفريق الركن/ محمد ناصر، بأن مندوبة الإتحاد الأوربي والسفير الأمريكي طلبوا منه إنزال سرب الطيران الذي أوكله بمهمة ضرب الحوثي قبل دخوله صنعاء، ليدخل الولد المدلل صنعاء برداً وسلاماً . وبالأمس القريب نجد الولد المدلل يُهدد أبويه وصديقهم ( أمريكا _ بريطانيا _ إسرائيل ) وذلك عبر صواريخ قطنية ناعمة، التي مثلت لأبويه ذريعة ليس فقط لأنتشار أساطيلهم في البحر الأحمر، بل أيضاً ورقة ضغط على إقتصاد قناة السويس وإجبار مصر على قبول نزوح أهل غزة إلى صحراء سيناء، وبذلك يكتمل طريق الحرير الإمريكي الغربي الجديد الممتد من الهند إلى دبي بحراً، ثم يمر براً وسط السعودية وغزة، التي ستكون خاضعة لإسرائيل، إلى البحر الأبيض المتواسط . مما يجبر تجارة دول العالم التعامل مع هذا المسار كبديل لمسار باب المندب وقناة السويس، المهددتان بالألعاب النارية للولد المدلل، وبذلك سيتم القضاء على طريق الحرير الصيني المستقبلي الذي يتكىء على باب المندب وقناة السويس .
فاليوم جمدوا العملية السياسية اليمنية لأجل عيون الحوثي، وبالأمس البعيد سمحوا له بدخول صنعاء وبالامس القريب يهاجم الحوثي ( أبن أمس، أبن المليشيات ) أساطيل أمريكا وبريطانيا، اللتان كأن ردهما بضربات ناعمة ولينة إن لم يكن قد أُنذروا الحوثي بالإنسحاب قبل الضربات بساعات من قبل أبويه . علماً أن هذه الضربات المنسقة بين الأسرة قد طالت نفس المواقع التي ضربها التحالف العربي من سابق، بمعنى أنها ضربات إعلامية أكثر من أن تكون أنتقامية .
فأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، الذين لو نثروا ما يملكوه من عتاد حربي وبشري جوي وبحري وبري وفضائي على المناطق الغير محررة لربما أغرقوها، عاجزين عن فعص البعوضة الحوثية، وكأن الحوثي بعوض الملك النمرود . ومن العجب أن أمريكا وأخواتها، الذين أسقطوا دول بأنظمتها وجيوشها دون إستخدام طلقة رصاص وأحدة وذلك عبر الربيع العربي، عاجزين أن يخلقوا ثورة مضادة من محيط الحوثي الذي ضاق المواطنين في المناطق الغير محررة من ظلمه وجبروته، علماً أن الحوثي ليس بالقوة السابقة لعفاش الذي جُرد منها عبر ثورة الربيع العربي . ومايذهلنا أن بريطانيا وأخواتها، الذين أقنعوا 35 دولة من أنحاء العالم بالمشاركة في حرب ضد صدام وعراقه، عاجزين أن يقنعوا القوى الشمالية ( حتى بالقوة ) النازحة على حدود المناطق المحررة بالزحف للقضاء على الحوثي، علماً أن أنصار ( المؤتمر والإصلاح ) في المناطق الغير محررة يفوقوا أنصار الحوثي بالأف المرات .
ومن واقع الحقيقة وتحليل زيفها، فإننا ندرك أنه ليس بالصعب على إسرائيل وأخواتها، إن كانوا صادقين بحربهم على الحوثي كما يدعون، أن يتصيدوا القيادات الحوثية مثل ما يتصيدوا قيادات حماس في لبنان وسوريا والعراق، ولكن الحوثي يمثل لهم الوصفة السحرية التي بها يخلقوا الذرائع الماضية والحالية والمستقبلية، التي بها ليس فقط سيرسخوا مصالحهم ومشاريعهم في الشرق الأوسط، بل وأيضاً سيقضوا على أي مشاريع ومصالح ووجود لدول عظمى أخرى مثل الصين وروسيا، إلى جانب ذلك يمثل لهم الحوثي الحبل السري الذي سيغذيهم ويسقيهم طول العمر من أبار دول الخليج وفي مقدمتهم السعودية .
ومن هذا المنطلق يزيد إيماننا يوماً بعد يوم بأن الحوثي في عيون أمريكا والغرب الملك في لعبة الشطرنج، الذي ليس فقط يجب حمايته ودعمه وإخضاع بقية القوى اليمنية والأقليمية لشروطه، بل أيضاً جعله المتحكم والمتفوق بالعملية السياسية اليمنية، التي لن تتم دون مشاركة الحوثي الذي بفضله تُصنع الذرائع لأمريكا وحلفاؤها، لبسط نفوذهم دون سواهم على منطقة الشرق الأوْسط .
فيا بن مبارك، نزولك المفاجىء إلى مؤسسات الدولة لن ولن يحل مشاكل المواطن واليمن ككل، بل الحل يكمن بفض الشراكة وإعطاء كل أقليم لأبنائه قبل ما المخرج يهدي اليمن بأكمله للولد المدلل، فالشراكة حتى وإن كانت بين الأخوان لا تنتج سوى الإنهيار والهلاك .....