آخر تحديث :الإثنين - 10 نوفمبر 2025 - 10:34 م

كتابات واقلام


هيا بنا نقيم ندوة

الجمعة - 25 أبريل 2025 - الساعة 12:12 ص

علي سيقلي
بقلم: علي سيقلي - ارشيف الكاتب


علي محمد سيقلي

إلى السادة منظمي الندوات الثقافية والعناوين الحالمة، تحية من قاع الواقع المؤلم.
أما بعدين

نشكركم جزيل الشكر على جهودكم المضنية في اختراع عناوين لا يستطيع خبراء اللغة ترجمتها، ولا أطباء النفس تحليلها، ولا حتى الحشد المرصوص تفسيرها.

لقد أسعدتنا أمسيتكم الأخيرة التي حملت عنوان: "دور السلوك في تهذيب الذاكرة وتشكيل وعي مشاهير سوق الصيد في فضاءات اللاشيء".
عنوان عبقري، لا ينقصه سوى مترجم فوري من لغة الشعر المصفى إلى لغة المشهور عظيمان.

ونحن إذ نبارك لكم هذه القفزات البهلوانية في تسويق الكلام، نتساءل بكل براءة.
متى تناقشونا في العناوين التي بحق تشغل هم الناس؟
متى نسمع عن ندوة بعنوان:
"كيف نوقف التراشق الإعلامي الجنوبي قبل أن يصير الفضاء حلبة مصارعة؟"
أو
"الخطاب الواقعي، فن قول الحقيقة دون أن تموت خجلا من جهلنا بها"
أو حتى
"المثقف الجنوبي بين سندان الصمت ومطرقة الفيسبوك"؟
بالله عليكم، حدثونا بجد عن عنوان محترم يستحق الحضور والمشاركة.
نحن بحاجة لأمسيات تشرح لنا لماذا ينهار كل شيء، وليس أمسيات تشرح لنا كيف تتفتح زهرة شجرة السيسبان في شقوق إسفلت طريق دار سعد.
وما أحوجنا إلى عقد ندوة تناقش ظاهرة انتشار المخدرات في عدن، وتسلّط الضوء على مخاطر التعاطي والترويج والاتجار بها.

نرجوكم غاية الرجاء، كفى فلسفة.
نريد واقعا، نريد كلاما يعرف طريقه إلى عقل المثقف والجاهل والمواطن البسيط، لا إلى فتحة الشفاط.

مع فائق اللامبالاة،،،
مواطن حضر ندوة مساطيل وخرج يبحث عن عنوان آخر للحياة.