آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


أصبحنا لا نعيش.. بل ننازع في كل ساعة

الإثنين - 28 أبريل 2025 - الساعة 07:30 م

عارف عادل ابو الخضر
بقلم: عارف عادل ابو الخضر - ارشيف الكاتب


لم نعد نعيش كما يليق بالبشر، بل ننازع في كل ساعة من ساعات هذا اليوم الثقيل الذي يمر علينا كسياط تتوالى على ظهورنا المنهكة. نحمل أرواحنا على أكفنا بين طعنات الأسعار ودهاليز الفساد الممتدة بلا نهاية.

الإدارة العاجزة، الفاسدة حتى النخاع، لا ترى أبعد من أنفها، وتُمعن في دفع البلاد نحو الهاوية. تغرقنا في الضبابية، تغلق كل نوافذ الأمل، تخنق أنفاسنا بضيق أفقها، وتحطم ما تبقى من آمالنا بإدارتها الفاشلة لشؤون العباد والبلاد.

كل شيء ينهار أمام أعيننا، كما لو أن لعنة قد حلت بنا
العملة تفقد قيمتها كل صباح، والأسواق تزداد لهيباً مع كل غروب. الأسعار تقفز قفزات وحشية، لا تعرف الرحمة ولا تتوقف عند حد، فيما الرواتب تبقى جامدة، متهالكة، كأنها عظام نخرتها السنين.

إنها مجزرة معيشية تحدث في وضح النهار نعم
بلا خجل، بلا خوف، بلا اعتبار للإنسان الذي طحنه الفقر حتى أصبح بالكاد يتعرف إلى نفسه في مرآة الحياة.

المواد الغذائية باتت سلعة نادرة، يتنافس عليها الجائعون كما تتنافس الوحوش على فريسة يابسة.

الخضار والفواكه صارت ذكرى من زمن الطفولة، تُروى للأطفال كحكاية عن أيام كانت فيها المائدة تحمل ألواناً من الخير.

إننا نعيش الآن زمنا بلا عدالة، بلا رؤية، بلا مسؤولين يخشون الله او يحسبون حساب . الذين جلسوا على الكراسي لم يكتفوا بالنصب والاحتيال، بل خربوا حياة الناس، ودمروا المجتمع، وأغلقوا كل درب للغد.

نحن اليوم ننازع لكي نحافظ على ما تبقى من كرامتنا. ننازع لنحمي أحلام أطفالنا من الانتحار قبل أن تولد. ننازع لأن من يفترض أن يكونوا عوننا صاروا عبئاً قاتلا فوق صدورنا.

أصبحنا نتساءل كل يوم
إلى متى هذا العذاب؟
إلى متى يستمر هذا الانهيار؟ وإلى متى نظل نحن، الشعب، ندفع ثمن سرقاتهم، وغبائهم، وجرائمهم؟

إن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، والخراب الذي يصنعونه اليوم سيُكتب في كتب الخزي والعار، وستحفظه الأجيال القادمة لعنة تطارد كل من تاجر بمتطلبات العيش الكريم.