آخر تحديث :الأحد - 21 ديسمبر 2025 - 12:50 م

كتابات واقلام


حتمية التغييرات

الأحد - 04 مايو 2025 - الساعة 03:41 م

حسين أحمد الكلدي
بقلم: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب


التغيير أمر حتمي في الحياة لا مفرّ منه، سواء كان في أجسادنا أثناء تغيّر الخلايا والنمو من الطفولة إلى النضج، أو في طريقة التعامل مع مراحل الحياة المختلفة، أو في التغيّرات الدائمة في البيئة التي تحيط بنا، والتي تحدث في كل مكان في الكون عندما يعتريه البناء والتشييد والتقدّم والتطوّر. لقد تطوّرت الحياة من البدائية إلى المدنية، ثم إلى الرقي، وتغيّرت طرق التواصل بين الناس حتى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والثقافي سهلة المنال وبين أيدينا. كما تطوّرت التكنولوجيا بشكل مذهل. فعندما يحدث التغيير، إما أن تجاريه وتتعلم كيف تستفيد منه، أو تقاومه، فينتهي بك المطاف تحت عجلاته التي تدهسك وتتركك ركامًا في موقعك. ولكن عندما تتقبّل التغيير وتتكيّف معه، وتجعله جزءًا حتميًا من الحياة، وتسخّره لصالحك، فإنك تتبنى حياة جديدة من التطوّر والتقدّم، لأنه يكسبك خبرات جديدة تجعل حياتك أفضل وأسهل، وتسخّر كل ما يحدث من تطوّرات لخدمتك في جميع نواحي الحياة. فإذا تخلّفت عن ركوب موجة التطوّرات التي تحدث في الحياة، ستتركك الحياة والناس معًا. وفي ظل التطوّر التكنولوجي الحديث اليوم، إما أن تتبنّاه وتسخّره لخدمتك، أو أنه سيجرفك إن حاولت مقاومته.
وهنا يبرز سؤال مهم: ما الذي تخشاه من التغيير؟
وسؤال آخر قد تطرحه على نفسك:
لماذا أقاوم هذا التغيير؟
ما الفائدة من التغيير؟ وماذا أستفيد منه؟
وأود أن أوضّح لك الأمر أكثر: هناك نوعان من التغييرات التي تحدث، تغيير دوري اعتيادي وتغيير هيكلي. وفي كلتا الحالتين، تستطيع أن تتعامل معهما بذكاء. التغيير الاعتيادي الموسمي، كالطقس أو تغيّر الأسعار في الأسواق. أما التغيّرات الهيكلية فهي التي تحدث ولا رجعة فيها، مثل اختراع التكنولوجيا المتقدّمة التي غيّرت حياة البشرية كـالإنترنت، التي غيّرت كل شيء في الحياة. ولهذا، من لم يتحمّل الصدمة الأولى ووطأتها، سيشعر بالألم والانزعاج مع أي تغيير، سواء كان في العمل، أو في الأسرة، أو في الحياة اليومية، أو في العلاقات العامة بين الناس، نتيجةً للتغيّرات السريعة المذهلة. وهنا تحدث الفوارق الفكرية في عملية التقبّل وربط الأفكار بين الجيل الماضي والحاضر.هل شعرت يومًا أن التغييرات التي حصلت في الحياة كانت غير مناسبة لك؟
أو أنها لم تضف شيئًا إلى حياة المجتمع؟
هل تشعر بالامتنان لهذه التغييرات العظيمة التي حدثت في الحياة؟
لقد أتاحت لنا هذه التغييرات فرصًا عظيمة في الحياة، كما أسهمت الاختراعات والتقدّم التكنولوجي في اختصار المسافات والوقت والجهد من عناء السفر الذي كان يخوضه أسلافنا في الماضي، وسهّلت عقد الصفقات بينك وبين الموردين والمصنّعين والتجارة حول العالم، ومكّنتك من ممارسة الأعمال التجارية عبر القارات، من بلد إلى آخر، عن طريق وسائل الانتقال الحديثة، كـالطائرات والقطارات والسفن العملاقة ووسائل التكنولوجيا المتطوّرة وغيرها. كل هذا حدث بفضل عبقرية وجودة الاتصال السمعي والمرئي، حيث يمكنك الحصول على طلباتك بضغطة زر، دون عناء السفر الطويل الذي كان يستغرق شهورًا. وكما قال جون إف. كينيدي:
"التغيير قانون الحياة. والأشخاص الذين ينظرون نحو الماضي أو الحاضر فقط، من المؤكد أنهم سيفقدون المستقبل."