آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:59 ص

كتابات واقلام


قناة السويس ليست قناة بنما يا البنتاغون(2 _ 2)

الأربعاء - 07 مايو 2025 - الساعة 03:37 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


بما أن البنتاغون يعلم أن قناة السويس ليست قناة بنما، وأن بنما ليست مصر التي أمريكا تؤمن بعجز إخضاعها بالتهديد والترهيب لكي تتنازل او تشارك بقناة السويس، أستخدمت أمريكا سياسة خلق قناة مائية او سكك حديدية ( قطارات ) بديلة لقناة السويس المصرية . ومن هذا المفهوم بدأت أمريكا تخلق من العدم ذريعة لإنشاء القناة البديلة على أرض غزة التي تم تجهز لها مشهد درامتيكي ( هجوم ال 7 من اكتوبر ) بين إسرائيل وحركة حماس .
هذا المشهد الذي أعطى الحق لإسرائيل وبدعم أمريكي لتغير خارطة غزة، عبر هدم مباني سكنية لعدد من الكيلو مترات وإغراق أرضها عبر خراطيم المياة بذريعة هدم الأنفاق . وبذلك تكون أرض يصعب إعادة إعمارها ويُهجر سكانها، حتى يتم شق قناة مائية او سكك حديدية في وسط غزة إلى ميناء أيلات الإسرائيلي في خليج العقبة .
هذه القناة ليست فقط بديلة لقناة السويس بل أيضاً النافذة التي يعبر منها طريق الحرير الهندي، الذي يمر من الهند إلى دبي بحراً مروراً بالسعودية عبر القطارات ثم غزة الى البحر الابيض المتوسط عبر القناة البديلة، وهكذا يتم القضاء على طريق الحرير الصيني .
لكن ما يذهلني الحبكة الأمريكية _ الإسرائيلية، حيث أطلعت على تقرير استخباراتي في صحيفة أندبندت، مفاده أن الاستخبارات المصرية والتركية والفرنسية الذين، من تحركات قادة حماس، أيقنوا بأن حركة حماس تجهز لعمل هجومي ضد إسرائيل . ومن هذه الأسطر تغلغل هذا السؤال، هل يُعقل أن إسرائيل وامريكا، اللتان تملكان أقوى إستخبارات على مستوى العالم، لم يشعران بتحركات قادة حماس ؟! ، إنه لضرب من الخيال .

بل بالتاكيد انهما يعلمان ويدركان نوايا حماس الهجومية ولكنهما يرغبان بهجوم ال 7 من اكتوبر أكثر من رغبة حماس . فهذا الهجوم سيبرر الحملة الإسرائيلية الأمريكية على غزة، وسيحقق اهدافهم المتمثلة ليس فقط بشق قناة وسط غزة، بل أيضاً الاستحوذ على حقل غاز غزة ( مارين ) الذي يحوي على أكثر من تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأيضاً إنشأ على بحر غزة قاعدة عسكرية بحرية أمريكية مركزية التي ستخضع لها بقية القواعد الامريكية، المنتشرة في الشرق الاوسط والمحيط الهندي بعد الإستداره الكاملة من أفغانستان الى الشرق الاوسط .
ولأن مصر ليست بنما يا أمريكا، أستشعرت وبدأت مصر العمل ضد هذا السيناريو، عبر تحركات احترازية ووقائية منذ تولي السيسي الحكم، وذلك عبر تجهيزات عسكرية التي بسببها نزفت اقلام صحف إسرائيل خوفاً ورعباً، وأربكت حكومة نتنياهو التي شريط كابوس ذكرياتها أعاد صورة الرئيس المصري السادات وتحركاته، التي باغثهم بهجوم مفاجىء ( بمساعدة سوريا ودعم دول عربية ) وحقق به إنتصار ساحق على إسرائيل في حرب ال 6 من اكتوبر 1973م، التي بها أستعادت مصر صحراء سيناء وكسرت هيبة إسرائيل الهشة التي تسارعت لترسل الوسطاء الى السادات .

هذه التحركات المصرية السيسية ( رجل المرحلة ) ممثلة بالأتي : -
* نشرت مصر أعداد كبيرة من قواتها في شبة جزيرة سيناء ودشنت بنية تحتية عسكرية تشمل "بناء عوائق مضادة للدبابات في سيناء، ومطارات جوية ومخازن للأسلحة والوقود، وجسور وأنفاق تحت قناة السويس" تسمح بتحرك فرق عسكرية كاملة خلال ساعات .
* التسليح المصري الشامل والمتسارع والمتطور والمتنوع من روسيا وفرنسا والصين، حيث سلحت مصر نفسها بثلاثة أنواع من الأسلحة : قاذفات ثقيلة وصواريخ سطح - سطح بعيدة المدى يمكنها ضرب عمق إسرائيل، صواريخ جوالة قادرة على التغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية .
* أمتلاك مصر عدد كبير من الغواصات والدبابات .
* المناورات المشتركة بين مصر والصين على أرض مصر، وهي الأولى من نوعها في التاريخ ...

فالمباغثة الهجومية هي الحل الوحيد لدى مصر قبل أن يصير حالها كحال العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، المهيائين للتقسيم المجردين من سلاح يخيف إسرائيل التي ترسم مستقبلهم بحروف عبرية وبحبر انجليزي ...