آخر تحديث :الأربعاء - 18 يونيو 2025 - 08:08 ص

كتابات واقلام


حرائر عدن... صرخة ضمير في وجه حكومة بلا ضمير

الأحد - 11 مايو 2025 - الساعة 05:13 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


رغم قسوة الحياة والمعاناة الخانقة في عدن والجنوب عمومًا، خرجت نساء عدن، الحرائر الشريفات، بجلاليبهنّ المحتشمة وحجابهنّ الكامل، إلى ساحة العروض بخور مكسر، في مشهد مهيب عبّرن فيه عن غضبهنّ من الواقع المرير الذي فرضته حكومة رشاد العليمي، حكومة الفساد والتجويع والإذلال.

خرجت النسوة الجنوبيات لا طلبًا للكماليات ولا للترف،بل للمطالبة بأبسط الحقوق: الكهرباء، المياه، والخدمات الأساسية، التي باتت أدوات ابتزاز وإخضاع في يد سلطة تسعى لكسر إرادة الشعب الجنوبي وتفكيك العلاقة الوثيقة بينه وبين قيادته في المجلس الانتقالي الجنوبي.
العليمي، القادم من تعز، الذي لا يعرف الجنوب إلا من نافذة الكيد والانتقام، يظن أن حرمان الناس من الخدمات سيُركعهم، وأنه سيزرع الشقاق بين المجلس الانتقالي والشعب.

لكن الجنوب لا يُكسر. فقد جاء الرد من نساء الجنوب أنفسهنّ: أناشيد الثورة تعالت، وأعلام الجنوب خفقت في السماء، في رسالة واضحة لكل من يراهن على إذلال هذا الشعب أو تقسيمه أو تطويعه. لقد كانت تلك الوقفة النسوية أكثر من مجرد احتجاج؛ كانت إعلانًا جديدًا بأن الجنوب ليس ساحة مستباحة، ولن يكون لقمة سائغة في أفواه المتآمرين.

هذه الرسالة لم تكن موجّهة لحكومة العليمي وحدها، بل للعالم أجمع، وللتحالف العربي أيضًا: لا تُراهنوا على كسر هذا الشعب، ولا تُخطئوا في فهم صبره. الجنوب باقٍ، متمسكٌ بحقه في استعادة دولته، ولن يتنازل عن سيادته مهما كانت التحديات أو التضحيات.

فلتدرك حكومة العليمي ومن خلفها أن صبر الشعوب ليس ضعفًا، وأن صرخات النساء اليوم هي إنذار مبكر لما قد يأتي غدًا. وإن لم تتداركوا الأمر، فإن الجنوب كله سيثور. فما بدأته حرائر عدن اليوم قد يتحول غدًا إلى طوفان شعبي لا يوقفه قمع، ولا تصده مؤامرة.
فليعلم العليمي ومن يقف خلفه أن الجنوب لم يعد ذلك الجنوب الذي يُدار بالإملاءات،