آخر تحديث :السبت - 20 ديسمبر 2025 - 04:18 م

كتابات واقلام


التواصل مع الفريق

الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 07:00 م

حسين أحمد الكلدي
بقلم: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب


عندما أكون مسافرا، أذهب إلى المطار مبكرًا جدًا، فبالنسبة لي هو يوم سفر، فأقوم بترتيب شنطتي وأحزم أمتعتي وكل ما أحتاجه بدقة منذ اليوم السابق. وأحرص قبل مغادرة بيتي أو مكتبي على تفقد التذاكر، وجواز السفر، وأوراقي الخاصة، وكتابي الذي أريد قراءته في المطار وعلى الطائرة، لأني أشعر بالهدوء ولا شيء يشتت أفكاري. وأنزوي بعد الإقلاع، وعندما تستوي الطائرة في الجو أكون قد اعتدلت في الكرسي المخصص لي. وعند الذهاب إلى المطار لا أحب أن أودّع أولادي أو موظفيني، بل أستودعهم الله، وأتمنى من الله اللقاء بهم قريبًا. وعندما كنت اليوم في مطار قطر – الدوحة، يوم قدوم الرئيس ترامب، كان كل شيء كالعادة، عدا بعض الترتيبات الخفيفة . وبعد أن دخلت إلى الصالات عبر البوابات الإلكترونية، ذهبت إلى حديقة المطار التي تضم مكتبات، ومعارض للعلامات التجارية العالمية، والكافيهات العالمية، والمساجد، ووسائل الاستمتاع والراحة. ذهبت إلى المكتبة، فوجدت فيها كتبًا قيمة متعددة، ولفت نظري كتاب قرأته منذ فترة، كان يتحدث عن أفضل المديرين. قال الكاتب: من هم المدراء ؟ واجاب هم من يخرجون من وراء مكاتبهم ويتحدثون إلى فريق عملهم بشغف وحماس، فهؤلاء هم من يدركون أن تلك الروح المعطاءة التي يحملونها ويتميزون بها تنتقل إلى الفريق الذي يديرونه . فيعملون بالمثل الذي تعلموه خلال عملهم، وهو: "قبل أن تمسّ أيدي الآخرين، فأنت تحتاج إلى أن تمسّ قلوبهم". فهؤلاء يدركون قوة وفعالية العلاقات، فالناس لا يشترون الخدمات أو المنتجات منك فحسب، وإنما يشترون الأرواح المتواصلة معهم بحب وصدق وأمانة. وتتعاون تلك الأرواح وتساند بعضها في الحرص على الوصول للهدف مع زملائهم.
وفي الحقيقة، منذ أن تعاملت بهذه التوصية، وأنا أشعر – أكثر من أي وقت مضى – بحب فريق عملي، لأنهم يفهمون، ويعرفون، ويدركون ما يفعلونه. فهم فريق مدرّب ومؤهّل للعمل، ولديهم المعرفة الكافية، ولا يحتاجون لوجودي دائمًا معهم، فلديهم كل الصلاحيات التي تتيح لهم الإدارة والقيادة للعمل بأريحية وجودة عالية، لأنّي عندما أتواجد معهم باستمرار – حسب اعتقادي – قد يعيقهم ذلك، وقد أعترض على بعض ما يقومون به في بعض الأحيان.
ومنذ بداية عملي، كنت دائمًا متواجدًا معهم، ولا يوجد لدي مكتب أتواجد خلفه على الدوام، بل أدركت أن ممارسة الأعمال بين صفوف الموظفين يزيد من الألفة، لأن تواجدي بينهم يعني أنني احس باحساسهم وادرك معاناتهم وفي نفس الوقت أدربهم ليتعرفوا على المعايير والأهداف الجديدة للحصول على نتائج أفضل. فقد كنت أدرب أولادي على التخطيط والقيادة منذ الطفولة، وخلال دراستهم الجامعية وكنت أخوض معهم بعض الممارسات التي تساعدهم في السير قدمًا نحو المستقبل وتخطي العقبات التي تواجههم. ومن هذه الدروس الهامة جدًا ما أتمنى أن تعمل أنت بها، فهي مهمة للنجاح دائمًا:
أولًا: اعمل على تحسين أداء عملك بصورة دائمة، ولا ترضَ إلا بالأفضل.
ثانيًا: استمع إلى من تعمل معهم، واجعل عملك نصب عينيك دائمًا.
ثالثًا: تعامل مع الجميع بروح طيبة، سمحة، صادقة، وكن لطيفًا، وتعامل مع المشاكل والشكاوى بسرعة.
رابعًا: تكيّف مع الظروف، لأنها تتغير على الدوام، وتتغير معها المنافسة، فحافظ على مرونتك، وذكائك، وحسك، وفطنتك.
خامسًا: كن حكيمًا، واجعل الناس يشعرون بمشاعر طيبة تجاه تعاملهم معك، فهذه استراتيجية ذكية في العمل.


15/5/2025