آخر تحديث :الأربعاء - 18 يونيو 2025 - 08:08 ص

كتابات واقلام


المجلس الانتقالي ومتطلبات المرحلة الراهنة

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 03:04 م

ثابت حسين صالح
بقلم: ثابت حسين صالح - ارشيف الكاتب


تدرك النخب السياسية الجنوبية جيدا، على اختلاف مسمياتها وتوجهاتها، أن ما يعانيه شعب الجنوب في الوقت الراهن، بل ومنذ ما بعد إعلان "الوحدة اليمنية" وتحديدا منذ حرب 1994، وبصورة أشد ضراوة منذ حرب 2015، هو الثمن الباهض والمكلف الذي يجب تحمله بصبر وعزيمة للخلاص من ورطة هذه الوحدة ، وإلا فإن البديل هو الإستسلام لنظام صنعاء، أيا كان الحاكم فيها، بكل همجيته وتخلفه وعنصريته.
مع الأسف بعض هذه النخب بما فيها قيادات كانت وما زالت في أعلى هرم المجلس الانتقالي الجنوبي، وبعض منها كانت قد قفزت فجأة إلى سفينة الانتقالي، مع إنها كانت تسير قبل ذلك في فلك آخر معاكس، أو ممن تم استبدالها بقيادات أخرى، تمارس سياسات وأراء ظاهرها الحرص وباطنها المزايدة والمكايدة والشخصنة.
بالتأكيد المجلس الإنتقالي الجنوبي ككيان سياسي بشري وقع في العديد من الهفوات والاخطاء، بعضها موضوعية وبعضها الآخر ذاتية، رغم أنه أصاب في كثير من القرارات والمواقف.
ومع ذلك فإن قليلين جدا من هؤلا ظل وما زال دافعهم الحرص على مراجعة وتقييم وتصويب مسار الثورة الجنوبية والمجلس الانتقالي وتجاوز الأخطاء والقصور ومكامن الخلل من خلال تقديم أراء وافكار واقتراحات بنائة وناضجة ومسؤولة.
الكثير يجيدون النقد حد السخرية والتجريح بأعلى النبرات وبأشد العبارات والديباجات...لكن القليل هم من يجيد القدرة على صنع واتخاذ القرارات الصعبة والصائبة القابلة للحياة وبأقل قدر ممكن من التضحيات وبأعلي النتائج الممكنة.
لا يحتاج المجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم إلى مزايدين ومنافقين، بل يحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى مناضلين مخلصين صادقين يكونون قدوة حسنة في سلوكهم قبل أدائهم...يواجهون بشجاعة تحدي الضغوطات الخارجية والداخلية المشروعة منها والغير مشروعة،للوصول إلى بر الامان باسرع ما يمكن.