آخر تحديث :الأربعاء - 18 يونيو 2025 - 08:08 ص

كتابات واقلام


الضالع .. عشر سنوات من المجد والصمود

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 05:54 م

ابراهيم هود باصويطين
بقلم: ابراهيم هود باصويطين - ارشيف الكاتب


في مثل هذا اليوم، 25 مايو من عام 2015، سطر أبناء الضالع بقيادة القائد المناضل عيدروس بن قاسم الزُبيدي واحدة من أعظم ملاحم التحرير في تاريخ الجنوب، عندما تمكنوا من دحر مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لتصبح الضالع أول مدينة جنوبية، بل وعربية، تتحرر من هذا المشروع الطائفي التوسعي.
لم يكن تحرير الضالع مجرد انتصار عسكري، بل كان لحظة مفصلية في التاريخ الجنوبي المعاصر. لحظة أعلن فيها أبناء الجنوب أن زمن الهيمنة قد ولى، وأن مشروع التمدد الفارسي لن يجد له موطئ قدم في أرضهم الحرة. كانت الضالع رأس الحربة في معركة الوعي، والصوت الأول الذي قال "لا" في وجه الظلم، و"نعم" للحرية والكرامة والسيادة.
اليوم، وبعد عقد من الزمن، يتجدد فخرنا بهذه المدينة البطلة، ويتعزز إيماننا بأن كل ما تحقق من انتصارات هو ثمرة لوعي وطني جنوبي متماسك، تجسد في وحدة الصف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل السياسي لقضية شعب الجنوب، بقيادة القائد عيدروس الزُبيدي. هذه القيادة التي أثبتت في الميدان، وفي السياسة، أنها على قدر التحدي والمسؤولية.
كما نستذكر في هذه المناسبة العظيمة بطولات الشهداء والجرحى والمقاتلين، الذين سطروا بدمائهم الزكية أنصع الصفحات في سجل الشرف الجنوبي. إن قصصهم ليست فقط للذكرى، بل هي منارات تضيء طريق الأجيال القادمة، وتغرس فيهم قيم التضحية والفداء والانتماء.
وفي مواجهة الحملات الإعلامية المشبوهة التي تستهدف الضالع وتاريخها، نؤكد أن محاولات طمس الحقيقة ستفشل، فالشعب الجنوبي بات يمتلك وعيًا راسخًا، وقضية واضحة، وهوية لا تقبل التشويه.
تحرير الضالع لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان اللبنة الأولى في مشروع استعادة الدولة الجنوبية من المهرة إلى باب المندب. إنه مشروع حرية، وهوية، وسيادة، يزداد رسوخًا مع كل ذكرى، ومع كل التفاف شعبي جديد حول راية المجلس الانتقالي الجنوبي.
في الذكرى العاشره لتحرير الضالع، نجدد عهدنا للضالع ولكل شهدائنا الأبرار بأننا ماضون على دربهم، ثابتون على مبادئنا، حتى نرى الجنوب حرًا مستقلًا كامل السيادة.