آخر تحديث :الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - 11:21 ص

كتابات واقلام


حكم الجهلاء كارثة على الوطن

حقًا إننا نعيش في عدن مرحلة استثنائية لم تمر علينا من عقود. وضع غير طبيعي، لا يخطر على عقل أو بال، من شدة ما نعيشه من ظلم وقهر وضيق، وما نحمله من مرارات لا يتحملها لا الحجر ولا الشجر.
لقد أصبحت حياتنا في عدن لا هي حياة طبيعية نعيشها، ولا موت نرتاح فيه. المواطن مسحوق، مظلوم، يعيش بين فكيّ الكارثة دون أدنى مقومات الكرامة أو الرفاه. ومن يتحمل هذه المسؤولية؟ أولئك الذين يسمون أنفسهم "سلطة الشراكة" وهم في الحقيقة لا يملكون من معاني الشراكة أو المسؤولية شيئًا.
يتحكم بنا نفرٌ من الجهلاء والمتسلطين الذين لا يملكون أدنى حسٍ إنساني أو وطني. لا يشعرون بمعاناة المواطن، ولا تعنيهم كرامته أو معيشته. كل ما يهمهم هو الحفاظ على مواقعهم ومصالحهم، ولو على حساب حياة الناس.
يخرج إلينا بين الحين والآخر أحدهم بتصريح إعلامي بارد يقول فيه: "نحن غير راضين عن الأوضاع الحالية"، وكأن هذا يكفي! في الحقيقة، هذه مجرد أكاذيب للاستهلاك الإعلامي وتلميع وجوه فقدت الحياء منذ زمن. فأنتم من يتحمل المسؤولية الأولى عن هذا الخراب والانهيار.
لقد أصبح فسادكم واضحًا للعيان، لا يحتاج إلى دليل. شراستكم في نهب المال العام تجاوزت كل الحدود. استوليتم على مقدرات الشعب، دون خجل، ودون أدنى احترام للثقة التي منحكم إياها هذا الشعب المسكين.
أنتم خنتم الأمانة، وخنتم الوطن، وخنتم دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل الحرية والكرامة. لقد تحولتم إلى تجار للسلطة، بلا ضمير ولا خجل. أسألكم: ألا تخجلون من أنفسكم؟ ألا تذكرون من سقطوا فداءً لعدن ولأجل مستقبل أفضل؟ لكن يبدو أنكم لا تذكرون، ولا تهتمون.
اعلموا جيدًا أنكم زائلون، وأن الشعب باقٍ، وأن الحق منتصر دائمًا مهما طال الظلم. وما فعلتموه في عدن من خراب وفساد سيكون لعنة تلاحقكم وتلاحق أسماءكم في صفحات التاريخ السوداء.
شراكة السلطة والمجلس الانتقالي لم تجلب لعدن سوى الدمار والانهيار، وسُحقت الخدمات الأساسية، ولم يرَ المواطن أي إنجاز يُذكر، بل غرق في أزمات متتالية لا تنتهي.
الفساد بينكم كالطاعون، انتشر من أعلى الهرم إلى أدنى المراتب، وجعلتم من المواطن مادة تُنهش دون رحمة، تنهشون جسده النحيل بلا خجل، بلا شفقة، بلا ضمير.
نحن نعيش مرحلة غاية في الصعوبة من كافة النواحي: أمن، خدمات، معيشة، كرامة. والسبب أنكم أوصلتم عدن إلى الحضيض.
الحل هو في يد الشعب. لا خلاص مما نحن فيه إلا بانتفاضة شعبية عارمة، في كل مديريات عدن، وفي وقتٍ واحد، عصيان مدني لا يلين، ليُزال هذا الفساد الجاثم على صدور الناس. فنحن، في النهاية، ميتون ميتون، فخيرٌ لنا أن نموت بكرامة من أن نموت ذلًا كل يوم على يد هؤلاء الفاسدين.
أيها الشعب العظيم... أدركوا أن الفساد لم يعد مستترًا، بل صار هوية رسمية لمن هم في السلطة. لقد أصبح كالجرثومة القذرة التي تتكاثر في أجسادنا وأحيائنا، وتحاصرنا من كل اتجاه.
لن تُصلح الأمور إلا بثورة شعبية تقلب الطاولة، وتُنهي هذه الحقبة المخزية من تاريخ عدن.
وفي الختام : أتمنى لشعبي العظيم النصر، والخلاص من هذا الوضع المشين. أسأل الله القوي الجبار أن يُهلك هؤلاء الظالمين، وأن يرينا فيهم عجائب قدرته، فهم لا يستحقون إلا مزبلة التاريخ، وهو مكانهم الطبيعي. وأسأل الله أن يُخلّدهم في نار جهنم، وأن يُجدد لهم العذاب كما جددوا هم أوجاعنا كل يوم.