آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:59 ص

كتابات واقلام


عجز البنك المركزي ... بارقة طباعة عملة جديدة

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 04:43 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


لم ينطق من فراغ التقرير للبنك الدولي بأن الوضع الرهن في اليمن في هشاشة مستمرة تحوم حوله مخاطر متزايدة . وما نطق به هذا التقرير لا يخفى على أحد بأنه يصف الوضع الراهن المنتشي بإستمرارية الإنهيار، الذي يوماً بعد يوم يشد حبل المعاناة المنطوي حول أعناق المواطنيين، ولكن ما يجهله هؤلاء المواطنيين المغلوبون على أمرهم، أنهم في المستقبل القريب سيأسفون على الوضع الحالي الذي سيتمنون عودته، لأنه أرحم من القادم الذي معاناته وقسوته ستكون من سيء إلى الأسوأ .

كيف لا يكون القادم من السيء إلى الأسوأ ... !!!، ونحن نرى قلب البنك المركزي، الذي يمثل شريان الحياة النعيمية في عدن، يتخبط كالذبيحة من شدة الألم، جراء فشله في الأحتفاظ على هيبته من السيولة المحلية قبل الأجنبية .
فقلب البنك المركزي منذ فترة يعاني من أمراض مزمنة التي ليس فقط أوصلته إلى أزمة قلبية، ممثلة بالعجز من أمتلاك سيولة بالدولار، بل أيضاً إلى تركيب دعامات من جراء تصفير البنك من السيولة المحلية، التي أحرجت البنك من تنفيذ أوامر صرف راتبي شهر أبريل ومايو على دفعة واحدة .
فليس بجديد علينا إن تناقلت مسامعنا عن أستنزاف العملة الصعبة في أسواق المناطق المحررة، عبر تكديسها او نقلها للمناطق الغير محررة كحرب لرفع معاناة الشعب، الذي سيضغط على المجلس الرئاسي الذي بدوره سيخضع لأي تسوية قادمة . لكن الغريب والعجيب أن نسمع ان هناك نقص حاد في السيولة المحلية، التي لا يمكن أن يُنسب نُقصها للمليشيات الحوثية التي لا تتعامل بهذة الورقة النقدية في أسواقها، بل يمكن نسب نُقصها إلى وجود جهه فاعلة تخزن السيولة المحلية، حتى تختفي من الاسواق المحلية في المناطق المحررة .
فإختفاء السيولة المحلية من الأسواق وإلتزام الحكومة السابتة بدفع الرواتب، أجبر الجهة المسؤولة أن تُجرع البنك حلول مؤقتة ( طعنات خنجرية ) التي ستزيد طين المعاناة بلة معانات، والتي ستجعلنا جميعاً ( المواطن قبل المسؤول ) نطلب وبلهفة ذبح رقابنا بالسيف المسلول الذي يتم تهيئته لنا عبر هذه الطعنات الخنجرية .
هذة الثلاث الطعنات، التي تم البدأ بتنفيذها على قلب البنك المركزي، متمثلة بالأتي : -
أولاً : - فشل بيع مزاد بمقدار 30 مليون دولار الذي تم بيع منه مبلغ 6 مليون دولار فقط ليقرر البنك إلغاء هذا المزاد، علماً أن هذا المزاد، الذي كان الحل الوحيد لدى البنك لصرف الرواتب، لم يعد يمثل حل للرواتب منذ أشهر، ليتخذ البنك من الطعنتان الثانية والثالثة الحل البديل ( المؤقت ) للحصول على السيولة .
ثانياً : - فتح مزاد لأدوات الدين العام المحلي طويلة الأجل، والمتمثلة بسندات خزينة بأجل ( 3 سنوات ) وبفائدة تصل إلى 20 %، وقد تم تدشين هذا المزاد تاريخ 27 مايو 2025م .
ثالثاً : - إتخاذ قرار اقتصادي وُصف بـ"الكارثي"، يقضي برفع سعر الدولار الجمركي على جميع السلع المستوردة عبر المنافذ البحرية والجوية والبرية إلى 1500 ريال للدولار الواحد، بدلاً من السعر الحالي البالغ 700 ريال .
هذه القرارات ( الطعنات ) الثلاثة هدفها توفير سيولة نقدية محلية، ولكنها ليست حلول دائمة وإنما تبريرات التي بها المسؤولين سيقنعوا المواطن، بأنهم أستنفذوا كل الحلول، لذلك فهم مضطرين لأستخدام السيف المسلول المتمثل بطباعة أروراق نقدية محلية جديدة فئة ألفين او أي فئة، التي بها ستحترق قيمة الريال اليمني أمام الدولار الذي قد يصل سعره الى 5 الف مقابل الدولار الواحد .
فمبلغ 2 تريليون من العملة اليمنية الجديدة التي بدأت طباعتها في روسيا في النصف الثاني من عام 2017، وآخر دفعة كان من المقرر استلامها في الربع الأول من عام 2019م . دليل على أن طباعة واستلام حوالي 2 تريليون ريال يمني استغرق سنتين تقريباً .
فمدة سنتين لطباعة مبلغ أخر ( 2 تريليون )، تجعلنا نخمن في عقولنا سؤال ينطق فحواه، هل زيارة رئيس المجلس الرئاسي الدكتور / رشاد العليمي قبل أيام إلى روسيا ... سياسية وخطوة أولية لطباعة عملة نقدية جديدة ... !؟

مجرد تخمين ... !!!