آخر تحديث :السبت - 14 يونيو 2025 - 12:34 ص

كتابات واقلام


إلى أين تأخذنا كهرباء عدن الموقّرة؟

الثلاثاء - 10 يونيو 2025 - الساعة 02:41 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


إلى هذه اللحظة، لم تُحقق الحكومة أي تقدم يُذكر في ملف الكهرباء.
كل ما نسمعه من المسؤولين هو سيل من التصريحات المكررة:
"نحن نعمل على تذليل الصعاب"
"نسعى لتوفير الديزل"
"نُحاول إزالة العقبات التي تعترض طريق الحل"
"نحرص على راحة المواطنين وتشغيل منظومة الكهرباء بما يُرضيهم"
وهذا لا يعدو كونه غيضًا من فيض تلك التصريحات التي باتت لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
نحن، المواطنون، لا نزال محاصرين داخل الدائرة المغلقة منذ أكثر من عشر سنوات، ولا جديد يُلوّح في الأفق. نموت يوميًا من شدة الانقطاع المتواصل للكهرباء، والذي قد يستمر لسبع أو ثماني أو حتى تسع ساعات في اليوم، في ظل حرارة خانقة ورطوبة ليلية تلسع أجسادنا وتمنعنا من النوم.
الألم يتفاقم أكثر مع معاناة كبار السن، والأطفال الخدّج، وربّات البيوت المحصورين داخل الجدران. وقد تسببت موجات الانقطاع المبالغ فيها بسقوط ضحايا، بل وفي بعض الحالات، وفيات حقيقية لا يحتملها بشر في مثل هذا المناخ القاسي.
يا مسؤولين، اتقوا الله في هذا الشعب. فأنتم لم تشعروا قطّ بما يعانيه المواطن المطحون، لأنكم تنعمون داخل غرفٍ مكيّفة مع أولادكم، بينما الناس يكتوون بنار الصيف وألم الإهمال.
لقد تجاوز فسادكم حدود الوصف، وبلغتم من القسوة والاستهتار ما لم نره في تاريخ عدن الحديث. تصريحاتكم أصبحت مجرد ضجيج لا فائدة منه، كلمات بلا فعل، ووعود لا تتحقق.
ولذا، لم يعد أمامنا كمواطنين سوى اللجوء إلى الله، علّه يرحمنا من هذا البلاء، بينما أنتم – أيها الفاسدون – نترككم لحساب السماء. لقد صارت قاذورات المدينة أطهر من ضمائركم التي ماتت منذ زمن.
يا أبناء عدن، لا تراهنوا كثيرًا على تحسن قريب في وضع الكهرباء. الأمر أكبر من مجرد أزمة فنية. إنّه ملف مملوء بالفساد والمصالح، وما دام الجميع مستفيدًا من هذه الفوضى، فلن يكون هناك حل، لا بسيطًا ولا معقدًا.
حتى ولو عُدنا إلى برنامج انقطاع لأربع ساعات وتشغيل لساعتين أو ساعتين ونصف – كما كان سابقًا – فهذا على الأقل يُعد أهون الشرّين. لكن، أن تستمر الحكومة في تجاهل معاناة الناس، حتى بعد خروج النساء للتظاهر في عزّ الحر، فهذا لا يُغتفر.
"اللي استحوا… ماتوا."
ولم يبقَ لنا سوى ربّ كريم يعلم حالنا ويسمع أنيننا.