آخر تحديث :الجمعة - 11 يوليو 2025 - 10:57 ص

كتابات واقلام


شعب يعيش على التصريحات والاجتماعات والقرارات العبثية

الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - الساعة 02:44 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


يبدو أن شرّ البلية ما يُضحك. فهل يعقل أن هناك شعبًا في هذا العالم تُدار حياته عبر سيل لا ينتهي من الاجتماعات والتصريحات والقرارات، حتى فاق عددها عدد السكان في المناطق المحررة؟ إنها بالفعل مهزلة كبرى، ومشهد عبثي متكرر، أضحى مثارًا للسخرية والدهشة.
لقد ابتُلينا بمسؤولين لا يفقهون معنى المسؤولية الحقيقية، ولا يمتلكون أي رؤية واضحة أو حلول عملية تساهم في تخفيف معاناة المواطن. مواطن أنهكته التصريحات الجوفاء، والتوصيات الفارغة، والقرارات التي لا أثر لها على أرض الواقع، سوى تدوير الأزمة، كما تُدور عقولهم في فراغٍ لا نهاية له.
هؤلاء المسؤولون لم يقدموا شيئًا للوطن سوى المزيد من التدهور والمعاناة. وبينما الشعب يعاني، تراهم يكدسون الثروات، ويملكون العقارات الفاخرة، والشركات والمصالح التجارية، داخل البلاد وخارجها. لقد التهموا الأخضر واليابس، واتسعت الفجوة بينهم وبين المواطن البسيط حتى أصبحت المسافة بينهم كالمسافة بين السماء والأرض.
فهل هؤلاء يمثلون دولة؟ أم أنهم مجرد متنفذين يعتاشون على معاناة الناس؟!.
كفى استهتارًا بمشاعر المواطنين. لقد وصل المواطن إلى مرحلة العجز عن تأمين أبسط حقوقه: ماء نظيف، كهرباء منتظمة، غاز منزلي، أو حتى راتب شهري يسد رمق أطفاله. بينما تنعمون أنتم بمقدرات هذا الوطن، وتعيشون في رفاهية لا تشبه واقع الناس بشيء.
العملة تنهار، والوضع المعيشي ينهار معها، والأسعار ترتفع بلا ضابط، وكأن الدولة غائبة. بل وكأن إدارة الدولة أصبحت أداة تعذيب بيد من يفترض بهم أن يكونوا في خدمتها.
لقد آن الأوان أن تدركوا فشلكم الذريع. وبدلًا من الإصرار على البقاء، فلتفسحوا المجال لجيل جديد نقي، قادر على إصلاح ما أفسدتم، وإعادة الوطن إلى مساره الصحيح.
لقد ضاق الشعب ذرعًا، والصبر له حدود. ولسنا ندعو إلى الفوضى، بل إلى تصحيح المسار قبل أن يفقد المواطن ثقته بكل شيء، وينفجر غضبًا لا يُحمد عقباه.

ختامًا: دعوا هذا الشعب يلتقط أنفاسه. ارحلوا، إن كنتم تدركون معنى الكرامة، فالوطن أكبر من مصالحكم، وأشرف من فسادكم.
ونسأل الله أن ينصر هذا الشعب على من ظلمه، وأن يخلّصه ممن أفسد في الأرض وأثقل كاهله.