آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


الإبداع هو الأهم .. لا التخصص

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - الساعة 01:28 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


احمد محمود السلامي

كل تخصص جامعي او تقني ، مهم ومطلوب في حياتنا العملية .. كثير من الناس يعتقدون أن بعض التخصصات الجامعية أهم من غيرها، أو أن النجاح في العمل والكسب مرتبط فقط بدراسة تخصص معين دون غيره . لكن الحقيقة أن كل تخصص جامعي له أهمية خاصة ، ودور رئيسي في تنمية المجتمع وتقدمه . لا يوجد تخصص غير مفيد، بل يوجد طالب لم يُتقن تخصصه أو لم يُطوّر نفسه فيه .
الطبيب لا يمكن أن يعمل بدون ممرض متمكن ، والمهندس لا يستطيع أن يُنفذ مشروعه من دون فنيين وإداريين وخبراء في الاقتصاد أو القانون، والمعلم لا يُخرج أجيالاً ناجحة إلا إذا كان هناك دعم من المختصين في علم النفس والاجتماع والتربية ، حتى التخصصات التي يظن البعض أنها “نظرية” مثل الفلسفة أو التاريخ أو الآداب، فهي تشكل وعي المجتمع، وتبني فكره وثقافته وهويته.

التفوق الأكاديمي وحده لا يكفي ، مجرد الحصول على شهادة بتقدير ممتاز لا يعني أن الشخص أصبح جاهزاً لسوق العمل أو قادراً على صنع فرق مستقبله.

التميّز الحقيقي يبدأ بعد التخرج، عندما يبدأ الشخص بتطبيق ما تعلمه، ويُبدع في مجاله، ويطور من مهاراته ، ويتعلّم أشياء جديدة بشكل مستمر .
سوق العمل اليوم لا يبحث فقط عن شخص "دارس"، بل عن شخص مُتقن ، مبدع ، مرن ، ومواكب للتطور العلمي . وهذا لا يتحقق إلا إذا كان لدى الإنسان حب لتخصصه، وحرص دائم على التعلم والتطور، وقدرة على : حل المشكلات والتفكير النقدي والعمل الجماعي .
في النهاية ، المجتمع لا ينهض بتخصص واحد، بل بتكامل التخصصات كلها. وكل شخص في مكانه، إذا أبدع وأخلص في عمله، فإنه يسهم في بناء مجتمع أقوى وأفضل.