آخر تحديث :الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 01:43 ص

كتابات واقلام


أكتوبر الجنوبي.. زلزال الشعب القادم

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 11:24 م

سعيد ناصر مجلبع بن فريد
بقلم: سعيد ناصر مجلبع بن فريد - ارشيف الكاتب


في الرابع عشر من أكتوبر 1963 دوّى صوت الرصاص من جبال ردفان، معلنًا ميلاد ثورة شعب الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، ثورة صنعت التاريخ وكتبت بالدم والتضحيات بداية فجر جديد. لم تكن أكتوبر مجرد ذكرى عابرة، بل محطة فارقة أثبت فيها الجنوبيون أنهم قادرون على كسر القيود وصناعة الحرية بدماء شهدائهم وإرادة أحرارهم.

واليوم، وبعد أكثر من ستة عقود، يعود هذا التاريخ محمَّلًا بالرمزية والدلالات، ليطرح نفسه مجددًا كموعد منتظر مع التاريخ: هل يكون أكتوبر الجنوبي زلزال الشعب القادم؟

إن مليونية جنوبية في هذا اليوم ليست مجرد احتشاد جماهيري، بل هي رسالة سياسية مدوية تزلزل الأرض تحت أقدام المتربصين، وتغيّر المعادلة القائمة. فهي تعبير صادق عن وحدة الموقف الجنوبي، وتجديد للعهد بأن الجنوب وأهله ماضون في مسيرتهم نحو استعادة دولتهم وكرامتهم، مهما تكالبت الظروف وتعاقبت المؤامرات.

يحاول الكثيرون اليوم شق الصف الجنوبي وزرع بذور الخلافات بين أبنائه، لكن يوم 14 أكتوبر يمكن أن يكون المناسبة التي تثبت للجميع أن الجنوب أكبر من كل الخلافات، وأن صوت الشعب عندما يعلو لا يمكن لأحد أن يخمده.

إن أبناء الجنوب مدعوون لصناعة مشهد استثنائي في هذا اليوم التاريخي، مشهد يؤكد للعالم أن قضية الجنوب لا تزال حيّة في القلوب والعقول، وأنها تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، كما توارثوا ذكرى الشهداء الذين فجروا ثورة أكتوبر العظيمة.

ختامًا، فإن أكتوبر الجنوبي القادم قد يكون بالفعل زلزال الشعب الذي يغير المعادلة ويعيد رسم المستقبل. ومن هنا فإننا ندعو كل أبناء الجنوب، شيبًا وشبابًا، إلى الاحتشاد في مليونية تاريخية تفرض صوت الشعب على الواقع، وتجبر الجميع على الإصغاء لإرادته. فلا يكفي أن نهتف ونرفع الشعارات، بل لابد من اتخاذ قرار سريع وحاسم يغير المعادلة الحالية، ويعيد للجنوب مكانته وقراره وسيادته.