آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


ضحك الزمان وبكى الوطن

الأحد - 28 سبتمبر 2025 - الساعة 06:53 م

سعيد أحمد بن اسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق - ارشيف الكاتب


تبكي الاوطان حين تباع للأنذال وترمى بقمامات الأوساخ باسم الحرية والحريات قد أنتحرت منذ عقود من الزمان.
تبكي الأوطان حين يتناحر الابناء وتتنافس على أتفه الاسباب وتجهل ان حياتهم أوهام وخطر.. تبكي الاوطان حين يصل ابناء الوطن الى هذا الحال.
صرخت الاوطان ومن صراخها هدت جبال ولم تهتز النفوس ووجلت البهائم وذرعت ولم تفقه العقول ولم تعير لذلك أي إنتباه، فياكلاب العراء ألم تجزع الإنسانية من نباحك لتتحرى عن الاسباب؟
وطن بكى ومايو سقط في غياهب جب الظلام وسط تصفيق كباش الفداء فياله من عيد تنحر فيها الانسانية وتنزع كرامة البشر.
ضحك عليك الجهل ياسبتمبر، بأرض الجهل أنتصر فياحسرة السلال في رقاده والزبيري يجر أغلاله مقهور.. وقف التاريخ عند صنعاء وصرع من هول مارأى من غدر قومه و الغدر فيهم سمة والظلام كتاب مقدس ومرجع.. فأين سبأ التي أنكرت النعم وجحدت وسجدت للشمس.. فأي وحدة تتم مع هؤلاء؟! شاخ الطفل فيها قبل ان يفطم.. لا وألف لا مع كل من سعى لهذه الوحدة فئة كانت أم فردا لن نسامحه ولن تسامحه الارض ولا السماء.. ابكت وطن وأدمت مئات القلوب فلن نغفر..فأين هدهد سليمان وأين أختفى؟فقيل لقد أحترق بحسرته و تفحم بقهره حين رأى الاعراب تسجد لشيخ القبيلة و ليداه وقدماه تقبل وللاخشام تناطح ولنفحاته يتوسل ولأقداح الصحون تلقم وبالاكياس تخزن، فلم تعد للأكفان حاجة فتكفيها.. بكت الأوطان عندما يصبح التعليم سياسه برغم ألمه وما أصابه من شلل، والمستقبل تجارة والاجيال أوراقا للمناقصة تعلن، والحوار أدوات للوعيد تارة وللتهديد تارة. آه على حضرموت فقد جعلوك بالزمن الردئ قصاصات أوراق كل يطلب قسم ممن قسم .. فمن يمسح اليوم دمعة الوطن؟ ومن يثأر لدم الشهيد؟ ومن يستذكر لتلك الميادين؟ تبكي الأوطان عندما تنقلب الامور لنصرة من سفح الدماء فينا وحلل، قتل أرواحا وعمدها بفتاوي الكفر والدجل، وجعل أموالنا غنيمة لكل من حمل، وشن الحروب علينا بإسم خيبر يهودا خائنو الذمم.. بكت الأوطان وبكت حضرموت وعدن.
ما هكذا بحضرموت تعبث وماهكذا يرد لها الجميل وما هكذا لمنارة العلم والثقافة تهوي، فجزاء المعروف بمثله على الأقل يجزى.. لا بتعدد الاعلام، في كل ركن علم، شعارات عليها عديمة الجدوى غير زينة مشكلة بالصور، بكل عمود كهرباء والكهرباء في عدم، قد أصبغتها بشجر لا تثمر.. لكنها صور زينة تبهر لمن به غشاوة بالبصر، فزينةالأشوال ليست كمن زينه الله بالعقل والحكم.
لقد جنيت على نفسك يااباعدنان واصبحت لاجئا خارج الوطن تعيش الندم، وجنيت على شعبك فيهم المشرد وفيهم من يقبع السجون غطاءه عذاب يتمنى الموت ولا الهوان فذاك عليه أهون، وشعب يتجرع الفقر والجوع وانت باللجوء منعم، فكم من عزيز سقط صريعا، وشهيد تحت التراب، سكناه القبور وأنت بالقصور والفلل تتنقل.. فماذا جنيت ياأباعدنان حين أسقطت شعبا برشفة قلم في ثوان ولم تعطي لعقلك فسحة لكي يفكر ولا لأذنيك ان تسمع، نصائح بإياك وإياك لتحذر، كيف لا تحس بزلزلة إياك ولم تشعر؟ بكى وطن وأستغفل فيه من أستغفل، فكان الوقع أشد وأمر على شعب كم غنى وكم للألحان رقص، وكم صفق وكم بالاقدام على الأرض رزح، ولو يعلم بما هو آت، لما رزح ولا هتف بالروح بالدم نفديك يايمن.. ضحك الزمان وبكى الوطن..فماذا تقول لابي عدنان معبر حيث فيها ولد.
إن للرياح بعد السكون صرير.. فلا تتباهى ايها المحتل بقواك ولا تغتر، فقد كان قبلك اقوام أشجع، ذو بأس وقوة وشأن، مالبثت أن اصبحت غثاءا ومع ادراج الرياح كأنها لم تكن.
قم ياإبن الجنوب فلا تنتظر أسطولا يأتيك كأسطول غزة لفك الحصار عن حضرموت أو يبعد العدو المباغت من الخلف ليطعن، وانت في مواجهة العدو مدافعا عن الارض لاستعادة الوطن.. وحين تخلى عنك العرب إلا مانذر.. آه على حضرموت تحتفل بأعياد من خان الاعراف والمواثيق وقتل، وخانت دماء الشهداء ومن هم على الجبهات وبالمعسكرات تواجه قوى الشر في فر وكر.. عار لكل من يحتفل بسبتمبر صنعاء نيابة عن قوى الاحتلال والاجرام في بلادي حضرموت.
عد الى رشدك وقد القافلة نحو الغاية المثلى لاستعادة الدولة ولا تعيرك الكلاب النابحة فإن للوطن حنين لا تضاهيها كنوز الدنيا وسر على ماسارت الاجداد، خاضت الصحاري والبحار فبلغت الآفاق بأخلاقهم وتعاضدهم وتوادهم وتعاملهم وتعاونهم فكانت الامانة والوفاء مبدأ ودين ابهرت العالم، وحسدهم لمن يضمر لهم الشر وعاداهم، وثق في نفسك وأهلك ولا تجعل الغريب سند تتسع لك الدنيا.. أسفا على عمار البادية كنتم للمواثيق والاعراف وافية فأصبحتم اليوم أنفسا متناثرة، وللاموال جامعة وللسلطة طامعة، متنافسة، كسرتم فناجين القهوة ورميتم بالدلة وفضلتم القات والبيبسي والدكية.
إن الوضع يتطلب من الجنوبيين عامة ومن حضرموت خاصة ان يعرفوا جيدا مسارات الرياح الداخلية و الإقليمية والدولية للتكيف معها لاتخاذ اتجاه دفته. فأي دور يكون الجنوب في المرحلة القادمة؟