آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 10:19 ص

كتابات واقلام


ثورة 14 أكتوبر امتداد لنضالٍ طويل

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 06:18 م

سعيد ناصر مجلبع بن فريد
بقلم: سعيد ناصر مجلبع بن فريد - ارشيف الكاتب



بقلم: سعيد ناصر مجلبع بن فريد

اللهم اجعل هذا الكلام خالصًا لوجهك الكريم، وانفع به أبناء الجنوب الأحرار، واجعلنا ممن يكتبون الكلمة الصادقة دفاعًا عن أرضهم وتاريخهم وهويتهم.

في مثل هذا اليوم المجيد، الرابع عشر من أكتوبر، يستعيد أبناء الجنوب ذكرى ثورتهم الكبرى ضد الاستعمار البريطاني عام 1963م، تلك الثورة التي غيّرت مجرى التاريخ وكتبت بدماء الشهداء صفحة النور والحرية.
لكن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، أن ثورة 14 أكتوبر لم تكن البداية الأولى للنضال الجنوبي ضد المستعمر، بل كانت امتدادًا لسلسلة من الثورات والانتفاضات البطولية التي سبقتها في مناطق مختلفة من الجنوب، وأبرزها مواقف كور العوالق الأبطال الذين حملوا راية المقاومة قبل عقود من اندلاع أكتوبر.

لقد كانت ثورة الشهيد علي سالم بن معور في منطقة حطيب — وهي جزء من كور العوالق — من أوائل الشرارات التي واجهت المستعمر البريطاني بالسلاح والإرادة، وتبعتها انتفاضات أخرى قادها رجال من أهل بوبكر بن فريد في كور العوالق، حيث سطّر الأحرار هناك صفحاتٍ من البطولة والشرف في مواجهة الاحتلال البريطاني، وقدّموا أرواحهم فداءً للوطن والكرامة.

إن تلك النضالات البطولية في كور العوالق وغيرها مهّدت الطريق لاندلاع ثورة ردفان في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، عندما انطلقت الشرارة الأولى بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة ورفاقه الأحرار، الذين لبّوا نداء الجنوب من كل حدبٍ وصوب، فتوحدت الدماء وتوحد الهدف، وكانت الكلمة واحدة: التحرر من الاستعمار وبناء دولة الجنوب المستقلة.

لقد جسدت ثورة ردفان وحدة الصف الجنوبي في أبهى صورها، حيث التقت فيها بطولات أبناء ردفان ويافع والعوالق والضالع وأبين وحضرموت في ميدانٍ واحدٍ ضد المستعمر، ليعلن الجنوب للعالم أن الحرية لا تعرف حدود القبيلة أو المنطقة، بل تنتمي إلى أرضٍ وهويةٍ واحدة هي الجنوب العربي.

وختامًا، نسأل الله أن يتغمّد شهداء ثورة 14 أكتوبر وجميع شهداء الجنوب بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يجزيهم عنا خير الجزاء على ما قدموه من تضحيات عظيمة.
اللهم احفظ الجنوب وأهله، ووحّد صفوف أبنائه، واجعل من كلمتهم كلمة حق وعدل، وردّ عنهم كيد الكائدين، وأرِنا في وطننا أمنًا وعدلًا وكرامةً كما أرادها الأبطال الذين كتبوا بدمائهم تاريخ الحرية.
اللهم اجعلنا أوفياء لوطننا، مخلصين لدماء شهدائنا، سائرين على دربهم حتى يتحقق النصر الكامل وتعود دولتنا الجنوبية حرّةً شامخةً كأيام المجد الأولى.


🔹 رسالة إلى الجيل الجديد

يا أبناء الجنوب، يا أحفاد الأبطال، إن الأمانة اليوم بين أيديكم، والمجد الذي صنعه آباؤكم ينتظر منكم من يصونه ويحفظه.
تذكّروا أن الحرية لم تُهدَ إلينا، بل انتُزعت بدماء طاهرة، وأن الوطن لا يُبنى إلا بالعزيمة والإخلاص ووحدة الكلمة.
فكونوا على قدر المسؤولية، وواصلوا المسيرة بعلمٍ وفكرٍ ووعي، وابتعدوا عن الفرقة والتناحر، فعدوّكم واحد، ووطنكم واحد، ومصيركم واحد.
احملوا راية أكتوبر بفخر، وازرعوا في كل قلبٍ جنوبيٍّ حب الأرض والوفاء للشهداء، لتبقى راية الجنوب خفاقة أبد الدهر.