آخر تحديث :الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - 08:59 ص

كتابات واقلام


زعيم شرق اوسطي مختلف

الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - الساعة 03:44 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

لا ينكر الا مهووس او مختل ان زيارة الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الى الولايات المتحدة الامريكية قد وضعت ملامح مرحلة جديدة ليس للمملكة فحسب ولكن لمنطقة الشرق الأوسط كلها، فوضع الملفات الساخنة في المنطقة على طاولة الزعيمين يجعل الامر اوسع من مجرد علاقة بين دولتين كبيرتين ليشمل شؤون اوسع واكبر تهم كل دول العالم.

والحقيقة ان سياسة المملكة العربية السعودية قد عودتنا منذ وقت مبكر على ان لغة الشطط والعنتريات ليست السبيل لمعالجة المشكلات المرتبطة بمصالح كبرى، ولهذا راينا كيف ان سياسة الثبات والنفس الطويل قد جعلت المستحيل ممكنا طالما قبل الآخر الحديث عن هذا المستحيل، الدولة الفلسطينية نموذجا، فالموقف السعودي لم يتغير منذ مبادرة الملك عبدالله رحمه الله في القمة العربية في بيروت في عام ٢٠٠٤م وان تغيرت اللغة ووسائل الضغط.

يتهكم البعض بورقة البترول والبقرة الحلوب كما يحلو للغربان المنفردة ونسيو ان الرئيس ترامب بنفسه قال ان امريكا تمتلك اكبر مخزون نفطي في العالم، ثم ان الأموال التي لا تستخدم في التنمية واستخدام وسائل العصر للتنمية تفقد قيمتها الحقيقية التي تنعكس، ايجابا، على الدولة والمجتمع كما فعلت ايضا دولة الامارات العربية المتحدة.

ثم ان هذا البعض لم يستوعب موقع ومكانة المملكة العربية السعودية التي تقع على اهم بحرين يربطان دول شمال الارض بجنوبها وهما البحر الأحمر والخليج العربي ناهيك عن مكانتها الدينية كمهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين، واذا عجز هذا البعض عن اجادة لغة العصر المتمثلة في المصالح المتبادلة فهذه مشكلته وليست مشكلة الاخرين.

تحدث سمو ولي عهد المملكة العربية الامير محمد بن سلمان في المؤتمر الصحفي الذي عقد في البيت الابيض بمشاركة الرئيس ترامب، تحدث بلغة اخرى لم نعهدها في احاديث الزعماء الذين زاروا البيت الابيض، فقد كان واضحا حين تطرق الى العلاقات السعودية الامريكية حين قال بأنها تاريخية وقائمة على المصالح المتكافئة لا مجاملة ولا محاباة (المصالح المشتركة) ولم يتردد في الاجابة على الاسئلة المسمومة رغم غضب الرئيس الامريكي من بعض المراسلين.

بينت حفاوة الاستقبال إننا امام زعيم شرق اوسطي مختلف يدرك اهمية المصالح في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وانه يشكل اضافة جبارة الى العقل السياسي العربي وان للمملكة دور بارز ستشهده العقود القادمة يضع منطقة الشرق الأوسط على طريق الاستقرار والنمو.

عدن
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٥م