آخر تحديث :السبت - 06 ديسمبر 2025 - 01:39 ص

كتابات واقلام


الانتقالي .. من التأسيس إلى السيطرة على أرض الجنوب

السبت - 06 ديسمبر 2025 - الساعة 01:05 ص

لطفي شطارة
بقلم: لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


عندما شكل الرئيس عيدروس الزبيدي أول قيادة جنوبية لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في ٢٠١٧ ، كان الهدف واضحا ووحيد وهو استعادة دولة الجنوب عبر مشروع سياسي متكامل سياسيا وعسكريا .. لم تكن مرحلة التأسيس مفروشة بالورود ، بل منذ اللحظة الاولى لإعلان بيان تأسيس الانتقالي في ١١ مايو ٢٠١٧ كشرت أطراف يمنية عدة عن أنيابها ، وقالت منذ اللحظة الاولى في ردة فعل السلطة انذاك " لقد ولد ميتا".

لم يكن رد فعل أحزاب الشرعية مبني من فراغ ، بل من ادراكهم من خطورة ان تكون للقضية الجنوبية مظلة سياسية وقيادة واحدة وقائد يحظى باحترام بين الجنوبيين، بل لانها كانت قد جربت صلابته وتمسكه بقضية الجنوب عندما عين محافظا لعدن ، فاعتقدت ان التعيين احتواء للقائد الزبيدي والهائه بقضايا الخدمات والمرتبات والكهرباء في عاصمة مليئة بخبثاء السياسة منذ عهد علي عبدالله صالح يرون ان للجنوب مطالب حقوقية لا غير .. حتى وبعد ان تغير الوضع على الأرض منذ ٢٠١٥.. مع ان الدوائر السياسية في أوروبا وأمريكا كان لها رأي أخر خاصة بريطانيا ، والتي قال مسؤولا في خارجيتها التقيته في لندن بعد شهرين من تحرير عدن ، بأنه يستحيل بعد هذه الحرب ان يدار الجنوب من صنعاء ، كانت تلك القراءة مبنية على استيعاب عميق لتاريخ القضية الجنوبية منذ ١٩٩٤ ومراحل الرفض الشعبي الجنوبي للبقاء في وحدة تحولت الى احتلال.

الخوف من المجلس الانتقالي منذ تأسيسه هو عدم السماح له بالاستمرار بشتى السبل ، حتى لا يكون للقضية حامل سياسي كما ذكرت سلفا، وهو ما يذكرني بتصريح للسفير الألماني لدى اليمن أندرياس كيندل في ٣ مايو ٢٠١٧ ليلة اعلان عدن التاريخي ، عندما قال " أن أنظار العالم تتجه نحو عدن"، فلم يكن تصريحا عفويا، بل مبني على دراسة واقعية لخلفية الصراع بين الشمال والجنوب وتطور مراحله منذ حرب ١٩٩٤ الى حرب الحوثيين على الجنوب في ٢٠١٥.

ظل الانتقالي يسير بصلابة منذ تأسيسه ويواجه كل المؤامرات وللأسف من بعض الجنوبيين اصحاب الرؤى الضيقة الذين اعتقدوا ان وجودهم في الشرعية يمنحهم حق تمثيل الجنوب دون غيرهم ، مع ان الانتقالي انفتح امام الجميع منذ اليوم الأول لتأسيسه وكنت احد أعضاء فريق من رئاسة الانتقالي الى جانب صديقي الفقيد أمين صالح للجلوس مع جنوبيي الشرعية وقتذاك، ولكن دون جدوى للاسف ، ومع هذا لم تنقطع علاقاتنا بسبب مواقف بعضهم ، لايماننا بأنه لن يكون هناك جنوب بدون جنوبيين ، أو كما قال الرئيس عيدروس الزبيدي في خطابه بملعب نادي شمسان بالمعلا في ٣ مايو ٢٠١٨ بأن" ايادينا ممدودة لكل جنوبي ، ومن لا يستطيع ان ياتي إلينا سنذهب اليه".
تعززت ثقة الجنوبيين بالمجلس الانتقالي ورئيسه اللواء عيدروس الزبيدي بشكل مضطرد حتى في احلك الظروف التي مر بها الانتقالي بسبب منهجية وتكالب ادوات في الشرعية لاحراقه جماهيريا بسبب تردي الخدمات بدرجة اساسية ، حتى تحول الانتقالي من حامل قضية الجنوب الى سفينة نوح لإنقاذ الجميع بعد نقل السلطة من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي الى مجلس القيادة الرئاسي، والذي اوصل رئيس الانتقالي الى مركز صنع القرارات في أعلى هرم السلطة.

لهذا عندما نرى تعاظم دور الانتقالي والرئيس عيدروس الزبيدي داخليا واقليميا ودوليا لم يأتي من فراغ بل بسبب التحدي الذي واجهته قيادة الانتقالي منذ التأسيس وحتى تمكينه وبقوته العسكرية من استكمال التمدد على الأرض بعد تحرير وادي حضرموت والوصول الى المهرة وتحرير معسكرات الاخوان في شبوة .. ما كان اليوم ليتحقق الا بصمود قيادة متماسكة منذ التأسيس وقائد سار بالمجلس في طريق آمن كما وعد واوفى.

للحديث بقية..