آخر تحديث :الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 12:02 ص

كتابات واقلام


ساعة الصفر ... بعقارب الثقة

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 02:53 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


خاب ظن من يعتقد أن تحركات القوات الجنوبية ممثلة بالرئيس / عيدروس الزبيدي تمت دون علم مسبق للولايات المتحدة (مع رضا ضمني) . فواشنطن تولي الأولوية لمكافحة الإرهاب واستقرار الممرات البحرية، وقد ترى في سيطرة الانتقالي على المناطق التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة ( التيار التقليدي لقوات المنطقة العسكرية الأولى ) خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار .

وخاب ظن من يعتقد أن السعودية غير راضية او انها لا تعلم من سابق بما سيقوم به الرئيس /عيدروس الزبيدي وقواته في خضرموت والمهرة . فالسعودية تسابق الريح كي تعمل حلول لمصالحها ( واهمها تمرير انبوبها النفطي من حضرموت نحو بحر العرب ) وباسرع وقت ممكن، لأسباب أقليمية متمثلة بإيمانها وإيمان كل دول الخليج أن هناك حرب قادمة مرة اخرى وقريبة بين ايران وإسرائيل وأمريكا .
هذه الحرب التي بدأت إيران تستبقها بتنفيذ مناورات تدريبية على كيفية أغلاق مضيق هرمز، كورقة ضغط على مصالح العالم النفطية في الخليج العربي، إلى جانب تهديد إيران الدائم بنشر ألغام بحرية على طول بحر الخليج .

فالسعودية تعلم أن قوات حبريش مازالت قوة في طور التكوين، وتحتاج لوقت للأعتماد عليها والسعودية لا تملك الوقت لذلك، إيضاً قوات درع الوطن التي يتخللها قوات متنوعة الفصائل، منها فصائل شمالية لا يمكن أن تثق فيهم حالها كحال القوى الشمالية السابقة، التي لم تخطو خطوة واحدة نحو الحوثي، وأيضاً هي قوات سلفية غير مرغوب بها دولياً .
السعودية تتبع حسها التي اكتسبته من حربها مع الحوثي، لتؤمن أن القوة الصادقة على الميدان هي القوات الجنوبية والتاريخ الحديث يشهد بذلك، إلى جانب ذلك فهي قوة مكتملة الجاهزية ولها قبول في كل المناطق الجنوبية . علماً أن السعودية تعلم أن حزب الإصلاح غير موثوق ومحارب دولياً، وقريباً سيُعلن أنه منظمة إرهابية حاله كحال فروع الأخوان المسلميين في العالم، ولا ننسى علاقتهم الخفية بالحوثي عبر التغاضي عن طرق التهريب الحوثية، والاهم أنهم يملكوا ويتحكموا بفصيل من القاعدة التي قامت يوم امس بعملية غادرة عبر عبوة ناسفة ضد القوات الجنوبية في سيئون، علماً أن العمليات الإرهابية للقاعدة لم تنفذ أي عمليات حين كان حزب الإصلاح مسيطر على حضرموت وهذا دليل على .... .

إنسحاب السعودية من عدن هو إعتراف ضمني بأن تكلفة البقاء وإدارة الصراع الداخلي أصبحت أكبر من كلفة التخلي عنها لصالح الإنتقالي . فإنسحاب السعودية ليس هو الإنسحاب الأول، فقد أنسحبت من الحرب ضد الحوثي بعد سنوات من القتال والدعم ووو ضد المليشيات الحوثية، التي جلست السعودية مع قيادتها على طاولة الحور في عمان دون إشراك اي طرف من قادة المناطق المحررة، فهل تواضع السعودية مع الحوثي أهم وأفضل من التواضع مع القوات الجنوبية ومشاركتها المصالح المشتركة ؟! .
وفي الأخير أريد أن نُشغل أفكارنا في تصرفات ليس فقط طارق بل أيضاً العراده، اللذان لم يستنكرا القوات الجنوبية في أحداث حضرموت والمهرة، بل أكدا أن قواتهما والقوات الجنوبية تمثل جبهة واحدة ضد المليشيات الحوثية، وايضاً صمت العليمي عن أي تصريح في توقيت أحداث حضرموت والمهرة، وسفره إلى خارج اليمن التي تمثل أحد حلول القوى الأقليمي لأي قيادي يخرج عن إطار السيناريو ...

أكيد وصلت الفكرة ...