آخر تحديث :الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 07:53 م

كتابات واقلام


الوحدة لا تُفرض بالقوة: دروس من التاريخ

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 07:14 م

جهاد جوهر
بقلم: جهاد جوهر - ارشيف الكاتب


ألم تتوحد سوريا ومصر يومًا؟ وحين تبيّن أن تلك الوحدة لم تعد تعبّر عن إرادة الشعب السوري، أعلن السوريون فك الارتباط، فاستجابت مصر بكل احترام. وقال الرئيس جمال عبدالناصر حينها: "لا أريد أن تُسفك قطرة دم واحدة بين شعبينا، فالوحدة لا تُفرض بالقوة."
هذه هي القاعدة التي تحترم إرادة الشعوب، لا التي تتجاوزها.

منذ تحقيق الوحدة بين جمهوريتي اليمن عام 1990، لم تستمر الشراكة سوى عام واحد، قبل أن يعلن رئيس دولة الجنوب علي سالم البيض فك الارتباط، واضعًا حدًا لمحاولة دمج شعبين بنظامين مختلفين. لكنّ القوة العسكرية التي امتلكها الطرف الآخر فرضت واقعًا مغايرًا لإرادة الجنوبيين، ورسخت ما سُمّي بـ"الوحدة" بالقوة، فيما كانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، التي يفترض بها نصرة الشعوب، مجرد شعارات تخضع لإرادة صانع القرار الغربي وميزانه الخاص.

واليوم، مع التحرك الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة لاستعادة الأمن وتجفيف منابع الإرهاب والمضي نحو حقه المشروع في استعادة دولته، أصيب بعض الإعلاميين والمسؤولين بالجنون، وكأن الجنوب ضرورة أبدية في الجغرافيا اليمنية لا يحق لشعبه أن يقرر مصيره.

لكن الحقيقة الراسخة أمام العالم أن
الوحدة ليست قدرًا محتومًا، ولا تُفرض بالقوة، بل تُبنى على الرضا المتبادل.
وما يطالب به شعب الجنوب اليوم ليس أكثر من حقه الطبيعي في استعادة دولته، تمامًا كما فعلت شعوب أخرى حين اختارت مستقبلها بحرية واحترام.